الفصل الواحد والعشرون:"قلبٌ مُتحطّمٌ"

780 54 1
                                    

"يا التي مثل الفراشة تتطاير في الهواء،ومثل الورود في مظهر جمالها،ومثل الطبيعة الخلابة تخطف نظر من يراها،وكفلسطين إن تحررت ماذا فعلتي بشخصٍ مثلي لأُهزم بسببكِ؟"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خيبة أمل، حزن، كسرة الخاطر كل ذلك داخل قلبي يكسوه بكثرةٍ وقطرات الدماء تسقط كالدموع عليه حتى يأتي من يملأه بالحب والدفئ والأمان فيتطاير فرحًا وكأنه في فصل الربيع.

الخوف محاطٌ في كل الجهات يراقب فريسته لينقض عليها، هذا حال عائلة"هنا"بعد فزاعهم من الطرق العنيف على باب الشقة فنظر"مراد"بتعجبٍ لِما يحدث بينما "ابراهيم"ذهب ليفتح للطارق فتحدث بسخريةٍ بعدما فتح:
'وانا أقول برضه مافيش غيرك إللي يهبد زي البهايم كدا'

أبعده"عمه ناصر"بعنفٍ من أمامه وهو يدخل بحثًا عن أخيه، بينما"مراد" نظر لـ"هنا"بإستفسارٍ ثم وجه نظره مرةً أخرى لذلك الشخص الذي نظر لأخيه:
'أخرتها إيه يا سامح؟!'

نظر له"سامح والد هنا"بإرهاقٍ وتعب من كثرة التشاجر معه، فتابع"ناصر"بتهديدٍ:
'آخر إنذار ليك أنتَ وعيالك، يا ناخد الفلوس بهدوء وتقعد في بيتك معزز مكرم يا تاخد أنتَ الفلوس وتغوروا من هنا وماتعمليش فيها تعبان، وإبنك دا يبعد عني'

بدأ"سامح"بالتحدث بهدوءٍ نظرًا لأنه لا يطيق المشاجرات ويريد أن يعيش مع عائلته في حياة سلمية تامة:
"أمشي أروح فين يا ناصر؟! وبعدين إبني إللي بتتكلم عنه دا أنتَ إللي بتيجي لحد بيته وتتخانق، عاوزه يعملك إيه يعني؟"

تحدث"ناصر"بوقاحةٍ وهو يتحدث بإنفعالٍ:
'لاء مش هيبقى بيته بقا، آخر كلام إيه يلا وإنجز، أديني بكسفك قدام إللي يسوى وإللي مايسواش'

ألقى كلماته دفعة واحدة، فرفع "مراد" رأسه ينظر له بإستنكارٍ لأخر جملة قالها.

بينما نظرت"هنا"لـ"ناصر"تحدثه بإنفعالٍ:
"قصدك إيه بالكلام دا؟!"

وجه"ناصر"بصره نحوها وهو يصرخ بها:
'وأنـتِ مـالـك؟!'

حتى تلك النقطة وتخلى"مراد"عن صمته وهو ينظر له متحدثًا بهدوءٍ:
"طب اهدى بس حضرتك ماينفعش كدا"

نقل"ناصر"بصره نحو ذلك الشاب الذي لاحظ وجوده قبل التشاجر فتحدث وهو يدفعه بعيدًا:
'أنتَ إيه دخلك في الموضوع دلوقتي؟'

أحمر وجه"مراد"غضبًا من دفعته تلك فتابع"ناصر"بسخريةٍ:
'إيه؟ هتخوفني يا حبيب ماما؟'

انفلتت أعصاب"مراد"لمجرد ذكر والدته على لسان ذلك اللعين فتحدث بإنفعالٍ:
"تعرف أنتَ لو مش راجل كبير؟! كنت عرفتك مين حبيب ماما، وبعدين أنتَ داخل تزعق على إيه أساسًا؟ الواحد بيزعق على حقه، فين حقك علشان تيجي تطلب فلوس؟!"

صرخ"ناصر"بوجهه وهو يدفعه:
'وأنتَ إيه دخلك ياض من باقية أهلنا أنتَ؟!'

نظر"مراد"له بحدةٍ ونقل بصره لـ"سامح" الذي يجلس بإرهاقٍ وعلى وشك الأغماء:
'انا ساكتلك علشانهم بس وإحترامًا ليهم'

"حِينَ إلتقِيتُكَ" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن