"الفصل الثامن": تَحَمّل العَوَاقِب

820 49 14
                                    

يَحدُث أن الموقف باقٍ فيك رغم أنه عَبَر!

لا ينفع البكاء بعد إرتكاب الخطأ، علينا جميعًا نتحمل أخطائنا ونحاول أن نصلحها للأفضل فـ المرء بطبعه يُخطئ لأنه ليس ملاكًا ولا يمكن التعدّي في إرتكاب الأخطاء لأنه أيضًا ليس شيطانًا.

مر إسبوعان على هذا الحدث بعدما تم عقد قرانهما ها هي تجلس أمام مرآة حولها يعلو الزغاريد وتنظر إلى وجهها المزين وغطاء رأس أبيض ورداء الزفاف الأبيض، فرت دمعة من عينيها فـ مدت كفها لتمسحها مسرعة خشية أن يراها أحد ويشك، فـ جاءت إليها "هنا" تنظر لها عبر المرآة مبتسمة لها وهي تهمس:
"قولتلك وحذرتك بس مصدقتنيش، بس أنا جنبك لو حصل حاجة هفضل جنبك"

لم تتحمل الكتم أكثر من ذلك فـ بكت، نظرت لها صديقتها بحزن عليها وهي تربت على ظهرها:
"كفاية عشان الناس يا حبيبتي أنا أسفالك حقك عليا أنا"

نظرت لها بعينين مليئة بالدموع وهي تومئ لها وتهدئ من نفسها فـ كانت تعتقد أن هذا اليوم سيكون اليوم المنتظر والمبهج كان سيكون أسعد يوم في حياتها مثل باقي الفتيات ولكن تحول إلى أتعس يوم تراه في حياتها.

ظلت صديقتها بجانبها تضبط لها ردائها وتتأكد بأن لا يوجد خطأ، فـ إبتسمت"هبة"لها وأخذت عهد لنفسها بأنها ستنسى ما حدث لليوم فقط لكي تقضي اليوم بسعادة حتى ولو سعادة غير حقيقية فـ بجانبها صديقتها لتطمئنها.

مالت للمرآة تقيّم مظهرها ثم نظرت لصديقتها بإبتسامة:
'شكلي حلو؟'

إبتسمت لها مؤكدة:
"أحلى عروسة شوفتها بجد، فكي كدا وإنسي إنهاردة بس على الأقل"

أومأت لها قائلة:
'هحاول أهو.. ثم أردفت بمزاحٍ.. الميكاب نساني'

ضحكت معها متمنية بداخلها بأن صديقتها يجبر خاطرها ولا تحزن أكثر من ذلك، وأكملت لها وهي ترفع يدها بالهاتف للأعلى قليلًا وأحتضنتها ملتقطين بعض الصور كتذكارٍ لهذا اليوم.

قاطعهم دق الباب فـ قالت لها صديقتها بأنها ستذهب لترى مَن الطارق، وعندما فتحت وجدته أمامها بالزي الخاص للزفاف كما يسمى(البدلة)، فـ نظرت لـ"هبة"بالداخل ووجهت لها الحديث قائلة بأن تستعد لكي تدخله، فـ وقفت بدون أي تلهف أو حب.

أفسحت له صديقتها لكي يستطيع الدخول، عندما دخل نظر إليها هامسًا لنفسه:
"صلاة النبي أحسن، مين دي؟"
صمت عما يدور بباله متقدمًا لها ومن ثم أمسك يدها مقبّلًا إياها ونظر إليها قائلًا:
"يلا عشان إتأخرنا على الناس"
أومأت له وقامت بالذهاب معه للمكان الذي سيقيم فيه حفل الزفاف.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كانا جالسان على الأريكة المخصصة لهم مزينة بالورود البيضاء، بينما تقدم صديقه "مراد" وإحتضنه مباركًا له.

"حِينَ إلتقِيتُكَ" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن