الفصل الخامس عشر: "بدَايَةٌ جدِيدةٌ"

776 68 34
                                    

أشعر بأن الأمل يُبنى من جديد لنظرتك تلك التي تغيرت نوعًا ما، حبي لكَ يظهر مجددًا فلم أعد أصدق بأن مقولة أن الحب أعمى صحيحة بل أظن بأن الحب يظهر لنا أشياء لم نراها من قبل!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مثل الطفل الذي ذهب متلهفًا للعبةٍ ما بسبب إنجذابه لها ولكن عاد خاويًا حزينًا بعدما لم يقتدر على شرائها.

ها هو حال"هبة"بعدما صدمت بشدة بأن من تحبه صفعها! أغمضت عيناها بألمٍ شديد فكلما تحاول تحبه تندم أشد الندم على يقينها هذا.

عندما صعدت لطابق بيتهما لملت ثيابها بعشوائية في الحقيبة وهي تبكي بقهرٍ والدموع تنزل على وجنتها المتورمة من صفعته تلك، وعندما أنتهت أغلقت الحقيبة وهبطت السلالم ولكن توقفت بسرعة عندما وجدته أمامها ينظر بإستفسار وعيونٍ حادة لتلك الحقيبة، فحدثها بصرامة:
"رايحة فين؟"

لم تجبه فعاد تكرار سؤاله مرة أخرى فنظرت له قائلة بجمود:
'مالكش دعوة إبعد'

نفى برأسه وهو يسد الطريق عليها:
"لا مش هابعد، إطلعي يلا"

نفت برأسها وكأنها طفلة لا تطيع كلام أبيها فظل جاهدًا أن يبقى وجهه على الحِدة تلك مردفًا:
"عاوزة تروحي لأبوكِ؟ حاضر هاوديكِ لأبوكي"

نظرت بصدمة بأنه قد لبى طلبها بكل رحب ولكن صدمتها زادت أكثر عندما أخذ منها الحقيبة ومن ثم حمل الأخرى على كتفه وكأنه يهدهد طفلة وصعد بها للبيت تحت صراخها بأن ينزلها.

فدخل للبيت وأغلق الباب بإحكام  ومن ثم ألقاها على الأريكة بكل برود وجلس يشعل لفافة تبغه، بينما هي ذهبت لباب البيت تحاول فتحه تحت نظراته الباردة بأنها لن تستطيع فتنهدت بيأس وجلبت هاتفها من حقيبتها التي على ذراعها وقامت بالإتصال على أبيها وهي تبكي:
"بابا تعالى خدني مش عاوزة أفضل هِنا ومش عاوز يسيبني"

جاءها رد من أبيها بجمودٍ صدمها هو الآخر:
'دا قرارك من الأول مافيش رجعة ليه ولإنه جوزك وحقه كل دا'

صرخت به بسبب إتهاماته المستمرة تلك:
"انا تعبت بـقـا، حرام عليكوا إنتوا مابتغلطوش يعني، ليه بتعمل فيا كدا هو انا مش بنتك؟"

جاءها صوت والدها الصارخ بغضب يذنبها:
'ولما بنتي تضربني من ضهري دا إسمه إيه هاه؟ تروح تخرجلي مع واحد من ورايا والاقيها في شقته!! وتيجي في الآخر ترمي الذنب عليا؟ وهو ذنبي فعلًا إني ماعرفتش أربي، إقفلي وإبعدي عني أحسنلك.. كل أما أحنلك بتطينيها تاني'

أغلق الهاتف بوجهها بين هي نظرت للهاتف بقهر وجلست على ركبتيها على الأرض تبكي بشدة من أبيها فهو لم يسامحها حتى الآن وكأنها لم تكن إبنته من قبل، فنظر هو لها ببعض من الشفقة وشيء ما بداخله يحثه على النهوض للتهوين لها وكأن قلبه رق لها فنهض وجلس على ركبتيه أمامها بينما هي نظرت له بعيونٍ حمراء من كثرة البكاء فصدمها بإحتضانه لها ويمسد على ظهرها وهو يحدثها:
"إهدي ماتزعليش نفسك"

"حِينَ إلتقِيتُكَ" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن