"إقتباس"

631 36 1
                                    

عينيّ تدور بتيهٍ في تلك الطرق المتداخلة غير مدرك لِما يحدث حولي، أبحث عن مَن يمد يده لي ليرافقني السير أو يعاوني على ما سأتلقاه فنظرت للسماء طالبًا من ربي الصبر والعوض، فكنتِ أنتِ عوضي بعد جروح قدمي من أشواك الطريق المؤلمة لأصل لِإنجازي الذي يخبأه الله لي بعد ذلك الإختبار الشاق فأمام العالم أصرخ بعلو صوتي بأني أحبكِ!

كان "مراد" يتذكر ما عانه في بيت والده ويعود يتذكر ماضيه المؤلم والذي ما زال طابعًا في ذاكرته

"العودة إلى الماضي"
نظر من نافذة السيارة لتلك اللافتة التي ترحب بهم
في محافظة الأقصر فنظر متعجبًا لأبيه بينما والده أعطاه ورقة مدون بها عنوانًا محدثًا له بحدةٍ:
"أمسك دا عنوان ستك"

أمسك"مراد"وهو ينظر حوله بحيرةٍ:
"انا ماعرفش حاجة هنا يا بابا، هشوف العنوان إزاي؟ هتوه كدا"

رد عليه والده ببرودٍ:
"مايخصنيش انا أخري معاك هنا"

مد يده نحو باب السيارة وقام بفتحه يحثه على الهبوط، فوجه"مراد"بصره نحو والده بقهرٍ والدموع تتساقط من عينيه ومن ثم أمسك بحقيبة السفر وهبط من السيارة.

عندما هبط أنطلقت سيارة والده بالرحيل فنظر "مراد" حوله بتيهٍ وهو لا يعلم أي شيء عن تلك المدينة ومن ثم جلس في منطقة بعيدة عن ضوء الشمس يهدئ من بكائه.

بعد ساعات من البحث عن منزل جدته ذلك حتى وصل أخيرًا بعد مشوارٍ شاق للغاية بالنسبة له نظر لإسم الشارع ومن ثم نقل بصره نحو الورقة فوجده نفسه ذاك الإسم ومن ثم اتجه لأحد البيوت وضغط على زر جرس المنزل وأنتظر لدقائق حتى فُتح عبر شاب نظر نحو"مراد"بتعجبٍ:
"أنتَ مين يا بلدينا؟!"

نظر له"مراد"متحدثًا بهدوءٍ:
"انا مراد إبن ماما سميرة"

نظر الشاب نحوه بصدمةٍ فتلك أول مرة يرى فيها نجل أخته وجهًا لوجه فتصنم مكانه وهو يتفحص وجهه بإشتياق وهو يعلم بأن والدته ستفرح بشدةٍ عندما تجد حفيدها قد أتى أخيرًا، وكانت تلك بداية جديدة لحياة ستغير مفهوم حياته!.

خطوة جديدة نحو ذلك الطريق وانا غير مدرك لِما ينتظرني هل سيكون الطريق مستقيم أم يملأه الكثير من التعرجات؟!..

#حِينَ_الْتَقَيْتُكَ

"حِينَ إلتقِيتُكَ" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن