٣

33 8 4
                                    


علياء

فتحت الباب قبل طرقها ربما سمعت صوت السيارة وهي تتوقف او ربما كانت تقف بانتظارنا ، عادت للخلف مخلية الطريق لدخولنا ،دخل خالي وخالتي وخلفهم انا بخطوات بطيئة ،أغلقت الباب أمسكت بذراعي توقفني ،ونظرت  بغضب
ريتال: خرب باع رأسچ
أقتربت مني وأنزلت قامتها قليلًا   لي معانقة، بقينا في باحة المنزل نعانق بعضنا لدقيقة ربما.
أبتعدت عني بعدها ،خلعت نظارتها الطبية
ريتال :شگد أكره الشرجي عيوني تدمع
بالطبع لن تعترف بالبكاء ليس من أجلي لكن البكاء بشكل عام لم تعترف به بل و حتى لم تجربه يومًا اذا ما خانتني ذاكرتي  الا بعد ما حصل معي ،أمسكت بمعصمي بين كفيها ومررت أصابعها الطويلة على الضماد وتكلمت من غير أن تنظر لي
ريتال:الواحد من يحاول مرة ويفشل لازم يقتنع هو عار ويبطل يجرب مو يرجع يجرح أيديه ثنيناتهم ويفتح رأسه، چان شلعتي عيونج فد مره
سحبتُ معصم يدي اليمين من كفها
وضُعت سبابتي على ضماد رأسي متحسسةً الجُرح أسفله
علياء :هذا غلط غير مقصود أنضرب رأسي بالحوض مال الدوش من دفعتي الباب
قلت موضحة ،أفلتت هي ذراعي الاخرى ثم وضعت كفها على فمي
ريتال:اشش لا تكملين بطلت ما أريد أسمع
خرجت منى الصغيرة تركض من الداخل وتحدثت لريتال
منى:ماما تگول ادخلوا
ثم عادت راكضة ،نظرتُ لريتال وقبل أن أتحدث قالت
ريتال:متحچي وياچ ،هززت رأسي الذي مازال ثقيل بفهم .
وضعت ذراعها على كتفي وهي تحثني  على المشي
ريتال :يلا ندخل لا تطلع أمي تعيط.
دخلتُ المنزل الذي لسبب ما كنت أشعر بالخجل منه،أيخجل المرء من جماد لا ينطق؟
لا أتوقع ،اذن لما هذا الشعور الذي أحاطني؟ ،لما أشعر بأن الكراسي والأبواب  تنظر لي و توبخني؟
لما أشعر بأن البيت منزعج مني وبأنتظار تبرير او  أعتذار حتى؟لما فجاة أصبح الجماد ينطق بالنسبة لي؟
جلستُ بجانب منى التي نهضت عند جلوسي وغيرت مكانها ،كانت خالتي في المطبخ توبخ ريتال على الفوضى التي صنعتها بغيابها وريتال توبخ الأواني
ريتال:هو هذا لونه شعليه غسلته هواي ما يطلع
بينما خالي يتحدث على الهاتف بعيدًا عني،كنت متأكده بأنني الموضوع  على الرغم بأنني لم أسمع شئ لكن نظراته أكدت ذلك ، لا أستطيع النظر  لوجهه أشعر بالخزي منه أشعر بأنني سأوسخه أذا ما نظرتُ له او تحدثتُ معه
أنهى المكالمة وجلس بجانب منى ثم تحدث معها
جواد:ليش مو يم علياء؟
رفعت كتفيها بإنزعاج
منى:هيچ زعلانه وياها
جواد:أكو أحد يزعل من مريض؟
منى:بس هي مو مريضة ...،وقبل أن تكمل أسكتها
جواد: عيب مهما يكون أختج لازم تسانديها مو تزعلين عليها
نهضت من مكانها قائلة،
منو:مو أختي لو أختي صدك ماسوت بنفسها هيج
خرجت خالتي في هذه الاثناء من المطبخ وخلفها ريتال
تحدثت مع منى بعقدة حاجب منزعجة
أنفال: شكو؟
منى:بابا يريدني أحچي ويه علياء گوه
أنفال :گوه!؟ ،وليش متردين تحچين وياها بالله بله زحمة ؟
منى:لان السوته غلط مايصير تأخذ شئ مو الها وتعاند رب العالمين ،احنه كلنا من روحه وبهذا الجسد أمانة ،وسوتها أول مرة ورب العالمين نقذها وسامحها ومتابت ورجعت كررتها .
تحدثت ريتال  وهي ترفع حاجبيها بدهشة وتنظر لخالتي
ريتال:والله طلعتي خوش تربين .
أنفال:أنچبي ،ثم تابعت مع منى رب العالمين سامحها وانطاها فرصة ثالثة وهذي هي ويانه فمنو أحنه حتى منسامحها؟
نظرت منى لها ثم لي وأخيرًا لخالي الذي هز رأسه مؤكدًا
جواد:كلام أمچ صح
وقفت ثواني ثم تقدمت ببطئ ناحيتي وهي تمد خنصرها قائلة
منى:نتصاحب بس والله  اذا ...
وقبل أن تكمل قاطعتها خالتي وهي تحث  ريتال على الهتاف والتصفيق
أنفال:ماكو بس هيييي عفية
جلست منى بجانبي وخنصرينا متشابكان نظرتُ لها وقبل أن أقول شئ فاضت عينيها بالدموع تحدثت ريتال التي جلست بجوار خالي  بعد أن عادت خالتي للمطبخ
ريتال:ماشبعتن بچي؟مو كافي ؟
مسحت منى عيناي لأنني بكيت كذلك وقالت وهي تفصل العناق
ريتال: أنتِ شكو؟
ريتال: لعبتوا نفسي ،ثم تحدثت مع خالي سائلة
ريتال:ويه منو چنت تحچي على التليفون؟
جواد:شعليچ!؟
ريتال: ها! لا أسئل هيچ
خرجت خالتي من المطبخ وهذه المرة بشكل  نهائي
أنفال: صدك ويامن چنت تحچي؟
جواد:لا اله الا الله ،تحقيق ؟
جلست بجانبي بعد أن طلبت من منى تغير مكانها ثم أكملت
أنفال:مو تحقيق بس أتفقنا ما نضم شئ اذا يتعلق بعلياء  واذا غير موضوع  براحتك
تنهد هو ينزل رأسه ثم تحدث من دون أن ينظر لنا أبو نور
أبو نور منو؟سئلت خالتي
جواد: طه
أنفال :عرفت أبو نور حتى أعرف طه
جواد:عمها
أنفال:اها نسيت
همست ريتال  وهي تنظر لي  أووه عمج الضابط الطويل.
أنفال: خير ان شاءالله
ثم تحدثت مع ريتال  لتنهي حديث قبل أن يبدأ
أنفال:يلاصعدي درسي .
ريتال: خلينه گاعدين ،بعدين يادراسه والوطن حيضيع وداعش و تهجير وقتل تحچين صدك! .
أنفال:بلا سوالفج ذني وكومي درسي تفيدهم اذا لزموج تكعدين تصنعيلهم دوه مخدرات عزه أحسن ميگتلوج.
ريتال: يمة ما أريد والله نفسيتي تعبانه مو مال دراسة.
أنفال:مليار مرة گتلج ما أحب يمه مالتج ،وتعبج يروح بالدراسة
خالتي تكذب فهي تكره كلمة (يمة)من ريتال فقط في وقت المناوشات التي تحدث بينهم مثل الوضع الحالي
نهضت ريتال من مكانها وهي تردد
ريتال:ساعة المصخمة الدخلت صيدلة بيها
وبينما هي تمشي ببطئ وتلعن الدراسة شعرت بأنني يجب أن أغادر كذلك لأقطع صمت ونظرات كانت ستبدأ لذا أوقفتها قبل أن تصعد علياء:انتظري أروح وياج أريد أنام ،
وقفت وعادت الخطوات التي مشتها ثم مدت ذراعها لي  وقبل أن أمسك بكفها خالي  تحدث
جواد: تگدرين تمشين ؟
علياء:أي
مسح بكفيه على فخذيه ثم قال وهو ينظر للساعة الجدارية
جواد:أروح أناملي ساعة قبل لا أطلع
وقف بجانبي وريتال ثم مد ذراعه مشيرًا للطريق السيدات أولًا
رفعت رأسي ونظرتُ له للمرة الاولى بعد ما حدث   وفجأة أحسست بفيض من المشاعر  وبكيت من دون أن أشعر، تحدثت ريتال التي كانت تقف بجانبي 
ريتال:أهوو بچت ماادرس طالعة أغسل الطرمة من تخلص بچي أچي.
تحدث وهو ينظر لي
جواد: أصعدي أبچي فوك 
أمسك بكفي وقادني للغرفة التي كان بأبها مفتوحًا،جلست في منتصف السرير بينما هو  على طرفه لم يقل شئ وتركني أكمل بكائي  لدقائق ثم تحدث من غير أن ينظر لي
جواد:البچي ما يغير شئ ، ندمج هم ما يغير شئ كسرتي وضعفي گدامي نفسي ماتغير  شئ وأكيد محاولاتج للأنتحار كل فترة ماتغير شئ بالعكس تزيد الطين بله الصار صار إنكارنا اله مايلغي ،كل العلينة التقبل
صمت لثواني ثم تابع  نتقبل الصار و نتقبل الناس الصرناهم بسببه ونشوف حل حتى نرجع صورتنا نفس قبل أو على الأقل نتقبل صورتنا هسه .
مسح لحيته التي زاد الشيب فيها فجأة وتنهد ثم قال، لا تزيدين تعبي وكسرتي بابا خليني أعرف أباوع لروحي بدون ما أحس بنفسي شخص خاين للأمانة و ما عرف يربي ،خليني أرجع أنام بالليل بدون ما أسئل ربي ليش خليني ما ألوم نفسي على شئ أنتِ سويتي.
أنزل رأسه للأرض و أطلق تنهيدة عميقة ثم بقى  هكذا بأنتظار ما سأقوله ربما،وعندما شعر بأن ليس لدي ما أقول  تمددت  على السرير معطية ظهري له،
تنهد مرة أخيرة ثم نهض ،أطفئ النور وأغلق الباب خلفة وغادر تاركني لنفسي.
حاولت أن أعيد ما حصل وأسئل نفسي أين أخطأت ؟ حتى وصلت لما أنا علية الان ،حاولت أن أعيد ذلك اليوم الذي قادني ومن أحب إلى الان،لكن عبثًا محاولاتي فأنا لا أتذكر شئ أبد أخبرني الطبيب في اليوم الذي أخذوا فيه معلومات عنه بأنه أمر طبيعي نتيجة ما حصل لي وبأن عقلي يحاول أن يحميني بمحو ما حصل او ربما تخزينه بعيدًا عني ،لكني أريد أن أتذكر لأرى كيف وصلت الى هذه النسخة مني بأربعة عشر غرزة في كلا معصمي و أثنتان  في جبهتي ،كيف تحولت من فتاه تعشق الحياة وتخاف من وخز إبرة الى واحدة تحاول أن تقتل نفسها بأي طريقة أتيحت لها  ،سئلت نفسي مرة أخيرة قبل أتركها للنوم بما اخطأت معك يا طيف لتفعل بي ما فعلت.
__________________________________________

ممتنة لكل واحد يقرة🤍
لا تنسون النجمة اذا عجبكم القريتوا

شفقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن