٢٦

26 7 3
                                    



وصل والدي ليلًا ،يرتدي ثيابه العسكرية وبرفقة بعض رتب من أصدقائه ،والدتي نائمة والشكر للمهدئات التي حقنتها بها نور قبل بضع ساعات،نور و ولديها وعائله زوجها بأكملها هنا عدى زوجها الذي سيصل قريبًا،رنا تبدو هادئة وأخذت على عاتقها الاهتمام بليا بعد أن دخلت لبنى في صدمة فهي لم تنطق بحرف منذ أتت ولم تبكي حتى .
عمتي وعائلتها هنا،كل من أعرفه او يعرفه عمران هنا
منزلنا ممتلئ ولا مكان لأحد أن يجلس لكن رغم الزحام أذا وقعت إبره سيُسمع صداها في جزءً من المنزل.
توقف الصراخ وكل من لديه طاقة قرر الصمت والاحتفاظ بها لما هو قادم.
أصدقاء والدي في غرفة الضيوف من دون والدي لأنه يجلس معي في الحديقة ممسكًا بسيجارة بين أصبعيه أنا أعطيتها له وينظر للأرض.
لم يبكي ولم يشكك للحظة بموت عمران كلانا صامت لا نعرف ما نقول ففي النهاية مالذي يجب قوله،
كيف نستطيع مساعدة بعضنا ؟وأي الجمل ستصف الوضع فهو خسر أبنه وأنا خسرت أخي.
أصوات من الداخل والدتي استيقظت أطلق والدي تنهيدة ثقيلة ومتعبة ومسح وجهه بكف يده .
بعد ساعات سيصل جثمان عمران وسنقول بالدفن مباشرةً ،
الضابط الذي أتصل وأخبرني بأنه مات قبل ساعة كذب عمران ميت من قبل يومين .
وهو في الطريق لنا كجثة في صندوق خشبي طويل وضيق،
لا يسعني سوى التفكير وسؤال نفسي كيف لم نشعر بموته،
والدتي مثلًا كيف لم تشعر ليا أنا نور لبنى حتى كيف أحد منا لم يشعر بأن قلب عمران قد توقف قبل يومان  بفعل قناص أصاب رأسه،
كنت أتوقع عندما تفقد أحد تحبه ستشعر به
عندما يموت أحد تعزه جسدك ينبأك بطريقة او بأخرى برودة في أطرافك او صداع في رأسك أو غثيان في معدتك سيفعل شئ ليخبرك بأنك خسرت عزيزًا ،
ينقبض قليك وتشعر بأن هنالك خطبًا ما لكن شيئًا من هذا لم يحدث لم نشعر بشئ ولولا خوف صديقه من وصول جثمانه لنا دون علم ربما لما أتصل أصبحت جثمان يا أخي،
منذ سمعنا بوفاتك نسى الكل بأنك عمران وأصبحوا ينادوك بجثمان سيصل جسده بعد ساعات عمي قال وعمتي سمعتها تتحدث مع أبنتها التي تسكن دولة أخرى جثمانه في الطريق لم يقل أحدا منهم أسمك،
أين أنتَ الان يا أخي؟أترى روحك معنا ؟بماذا شعرت وأنتَ تأخذ أنفاسك الاخيرة ؟
بما فكرت عندما عرفت بأنها النهاية ؟ما كانت دعوتك الاخيرة؟ أهي لنا لنصبر و نستسيغ غيابك ؟أم من أجل نفسك لتنجو؟
ما كانت كلماتك الاخيرة ؟والذي قتلك وارداك أرضًا بماذا شعر؟ألم يفكر للحظة واحدة بأن هنالك من يبكيك ؟
أشعر بالغثيان أكره فكرة بأن عقلي أستوعب غيابك من الان ويفكر كيف سيسد الفراغ الذي تركته والرشخ الذي وضعته في عائلتنا .
لن نعود كما كنا قبلك يا عمران سنبقى ناقصين ليوم مماتنا من دونك،
أنهى والدي السيجارة الثانية على التوالي داس عقبها بطرف نعله ودخل أين سيذهب لوالدتي ام للرتب العسكرية التي تجلس في غرفة الضيوف؟
قاربت الشمس على الشروق كم الساعة يا ترى خرجت ليا  ورنا،لا أستطيع النظر لهما
جلست ليا بجانبي  من دون مساعدة من أحد ودخلت رنا ،تحرك قدميها للأمام والخلف كوننا نجلس على مصطبة ،ما زالت ترتدي فستانها الاخضر،جمعت شعرها بجديلة صغيرة ،عمران لم يمكن يحب شعرها مجدلا لطالما أحبه مفتوحًا منسدل على أكتافها.
نظرت لي
ليا:ياسر سنو يعني مات؟
بلعت ريقي بتوتر عذا أصبع سؤال مر على مسامعي طوال التسعة وعشرون سنة التي عشتها الى اليوم ،مسحت عيني لا أريد أن تراني أبكي كيف سأشرح لها؟ولما أختارتني من الجميع لأشرح لها لأنني حاليًا أحتاج لمن يشرح لي  مثلها ما هو الموت ؟ وكيف ستفهمه.

شفقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن