١٣

22 7 3
                                    

ريتال
لم يوقفني أحدٍ عندما خرجت ولم يتصلوا بي ليطمئنوا بعد أن مضت بضع ساعات غادرت مع فراس الذي تحمل نظرات سائق التكسي بعد أن ظن بأنه سبب بكائي وتلميح الطبيبة المناوبة في الصيدلية وهي تخيط جرحي بأنها تستطيع أن تعيرني هاتفها إذا أردت الاتصال  بأهلي او الشرطة لأنها أستنتجت من بكائي بأن أحد قام بأذيتي (دموعچ مو دموع وحده داست على الكزاز بدون متعرف)
قالت وهي تلف قدمي وكانت صادقًة لست أبكي بسبب جرح قدمي فأنا لا أشعر بأي ألم بل أبكي لان أهلي لم ينظروا لوجهي عندما غادرت ولأن منى أوقفتني عن الحديث وذهبت لتحتضن علياء
وعلياء اه يا علياء أوبخ نفسي الان لما تحدثت معها بهذه الطريقة فهذا لا يغير شئ سبق و وبختها كثيرًا لم يحصل شئ،لم كررت ذلك مره أخرى؟أتمنى لو أنني أطعت والدتي وأخذت الماء لهم وصعدت بعدها لعلياء و أقنعتها بالنزول ورؤيتهم كنت أنا الان في سريري في غرفتي في منزلي ولست في غرفة وجدان أبنة خالتي .
أشعر بالندم والأسف لكن شعوري بالأسف على نفسي أكبر من ندمي على قول ما قلته تحركت الوسادة أسفل رأسي بسبب صوت الهاتف  كانت رسالة من والدتي
( علياء سولفت ويانه)حسنًا ربما كنت سأفرح ويكبر الأمل داخلي لكنها ليست المرة الاولى التي تفعلها تتحدث وتبتسم ويفرح الجميع وتعد منى ابتساماتها وتقتنع والدتي بأنها تحسنت قليلًا لكنها تنام وتستيقظ شبحًا كما عهدناها منذ وقوع الحادثة ،وهذة المرة ليست مختلفة هي في صراع و غائبة عن الواقع منذ وقت ما حصل تعود أحيانًا لساعات قليلة فقط ثم تختفي بعدها ،تمنيت لو أستطيع الاتصال بوالدتي وأخبرها أن لا تتأمل كثيرًا لكن لا يمكنني فكل ما لديها هو الأمل أذا ما فقدته لن تستطيع المواصلة وربما تموت من قهرها لذا سأدعها تتأمل عودة صغيرتها للواقع وفعل شئ لتستعيد حياتها او لتبني حياة أخرى ،أرسلت بأبهام موافق على رسالتها لأخبرها بأنني رأيت ما أرسلت وأنا مثلها يملئني الأمل ،أغلقت الهاتف ووضعته أسفل رأسي مجددًا لا أستطيع النوم فأنا أتقلب في فراشي منذ أربع ساعات الان وبطني تؤلمني بسبب الجوع نهضت من فراشي وقررت الذهاب للمطبخ لصنع سندويش بسيط يسد جوعي كأن ضوء المطبخ مفتوح وكل ما أقتربت أسمع حديثًا بأصوات هامسة نعم خالتي وفراس وحفيدها ذو الثمان سنوات أحمد
ريتال:شگاعد تسوون؟
رفع رأسه فراس لي
فراس:نتسامر
ريتال:وقت سمر ساعه تلاثه بالليل
فراس:ليش السمر شوكت؟ أنتبهي رجلج أوكفي جاي لتمشين
نهض وساعدني لأمشي واضعًا ذراعه خلف ظهري قفزت مرتان ثم حملني بعدها بنفس طريقة مسكته وقربني من الكرسي الذي سحبته لي خالتي
جلست على الكرسي الذي كان في المنتصف بينها  وبين فراس بينما أحمد الذي يتناول الكعك والشاي قبالتي
أم أبراهيم:رجلج شلونها حبيبتي؟
ريتال:زينه
أم أبراهيم :يعني متأذيج؟
ريتال:أبد ولا أحس بشئ
فراس:البجي البجيتي المن اذا متأذيج؟
ريتال:دلع أريد أشوفك شتسوي،هز رأسه ساخرًا وهو يعيد ما قلت انننن
نظرتُ لخالتي بعدها التي كانت تنظر لفراس الذي يشير لها بأن لا تقول ما تريد قوله
ريتال:خاله أحجي شعندج أعرف بگلبج كلام
أم أبراهيم:أتوسل بفراس من أول ما أجيتوا يسولف شنو صار وميقبل گليلي انتي شصاير وياج؟رجلج ليش مفتوحه هيج ؟معقولة مجروحة بكلاص؟ أمج شلون قبلت تجين وأحنه منتحاچة؟
ريتال:أخذت قطعة كعك من صحن أحمد قضمتها وقلت،منو گال قبلت
أم أبراهيم:لعد أجيتي غصبًا عنها؟
ريتال:لا ،لان ماتدري أني يمكم
أم أبراهيم: شلون حجت ويه فراس من رجعتوا
ريتال:فراس گتلها أني يمكم؟
فراس:لاتغصين على كيفج ،قال وهي يملئ الكأس ماء ويقدمها لي وتابع مگتلها يمنه
ريتال:نظرتُ لخالتي شفتي متدري
أم أبراهيم:ليش هيج يا يمه شلون تجين بدون علمها
ريتال:اذا مترديني أروح عادي
أم أبراهيم:سمعتيني گلت هيج شئ؟
ريتال:لا بس دتلمحين
أم ابراهيم:أنجبي وعن سوالفج هاي القصدته أنو مو حلو تعرف بيج يمنه
ريتال:مجان عندي خيار لو أنتو لو الشارع أحمد بعد كعكة أنطيني
أم أبراهيم:ريتال يا شارع وبيت خالتج أم هبه مو كاعده يمها أنتِ؟
ريتال:أخذت الكعكة من يديه بشرفج أروح لبيت ربيعة ورجلي مفتوحة وخنينتي ودمعتي سوه غير أصير سالفتهم منا لشهر،لا طبعا وزوجها ضاج مني صارلي هواي يمهم وهبه زعلانة من زوجها وأبنها يريد سيارة والثاني كمال مثلي وحظه طايح ما اريد أروح وانسيها مشاكلها وتكعد تتونس على مشاكلي أنتِ أحن وبيتكم محد بي وجنتج حبابة معليها بالقيل والقال اي أقصد أمك نظرتُ لأحمد الذي كان ينظر لي
فراس:شلون تاكلين الكعك بدون چاي؟
ريتال:جوعانة
أم أبراهيم:يخسى الجوع شتردين؟
ريتال: چاي واكل كعك ويه حمودي
أم أبراهيم:فراس
نهض بعد ما فهم ما تقصد
ام إبراهيم:لفيتي السالفة ومگلتي ليش حالتج هيج
ريتال:والله يا خاله المعتاد تعاركت ويه امي واجيت
ام ابراهيم:السبب؟
ريتال:تعرفي
ام إبراهيم:علياء مو؟
ريتال:امم تقريبًا ،امي مفوله كلش وفرغت عصبيتها بيه
آم أبراهيم:ورجلج؟
ريتال:شبيها ؟
ام إبراهيم:شلون انجرحت؟
ريتال:امي وكعدت كلاص و ما اعرف شلون دست على قطع من الكزاز
كانت تنظر بشك فقلت يعني أكيد ملزمتني اختج وفتحت رجلي بالنص ،أطفئ أسفل أبريق الشاي الذي أعاد تسخينه وسكب لي في كوب شفاف ووضعه أمامي وعاد لمكانه قربت خالتي الصحن مني ،نظرت لي وداعبت خصل شعري بأصابعها ،كعادتها لم تسئلني بعدها أي شئ وتغير الحديث لمجرى أخر أنتقلنا لأحفادها وأخر مغامراتهم وختمت الحديث بقصة من طفولة فراس التي كنت شريكته بها،ثم نهضت وأحمد أمسكت بكفه وقالت قبل أن تغادر
ام إبراهيم:لا تغسلون شئ بس رجعوا الكعك لمكانه ،فراس سمعت لاتسوي نفسك نظيف وترتب ترى أعيد كلشي الصبح ،وصدك قبل لا أنسه أكعد من وقت أبوك مااعرف شيريد منك ،وأنتِ نامي واشبعي نوم ممنوع تكعدين قبل الظهر ماشي
ريتال:أحس تهديد
أم إبراهيم:هو تهديد اريدج تشبعين نوم حسويلج مقلوبة باچر لان تحبيها
أمسكت بكفها التي كانت على كتفي وقبلتها قائلة دتبنيني حبابة ضحكت وسحبت كفها ومسحت على رأسي
ام أبراهيم:اني امج أصلًا ،يله تصبحون على خير وفراس لتغسل شئ
فراس:فهمنه
أم أبراهيم:ولتنسى ابوك
فراس:والله أفتهمت
نظرت لي تحدثت قبل أن تتكلم حنام للظهر والغده مقلوبة لان أحبها ضربت ظهري بلطف مداعبة ثم غادرت
بقينا لربع ساعة ربما بعدها ونهضت لغسل الصحون تحدث فراس
فراس:شدتسوين؟مسمعتي شگالت
ريتال:سمعت گالت فراس لتغسل مو ريتال
غسلت كأسا الشاي والابريق والصحن الذي كان فيه الكعك ،ساعدني مجددًا فراس لأمشي حتى الدرج
فراس:حتصعدين بنطه الأرنب ؟
ريتال:لا طبعا هيج وضعت قدمي ،حملني وهمس غبيه تفتحين الخياط
ريتال:ترى كله جرح صغير شبيكم مكبرين الموضوع امي مخافت عليه بگدك
توقف عن الصعود وقال وهو ينظر لي يؤسفني أكلج الحقيقة الجنت ضامها عنج اني امج أنتِ بنتي ريتال
ضحكت وضربته على كتفه تابع الصعود متوقفًا بين كل درجه وهو يقول سمنيه لازم اخذ نفس شويه
ريتال:مگتلك شيلني نزلني اذا ...
فراس:لتوكعين غبيه لتحركين رجليج هيج
ريتال:عزه فراس نسيت أبوك نزلني لا يشوفني ياربي شگد عيب نزلني
فراس:وشكاعد نسوي
ريتال:ولا شي بس مو حلوه يشوفني هيج
فراس:اوكي لعد
أخذني ووقف أمام غرفة والده وانا مازلت بين ذراعيه ندخل نراوي؟
ريتال:عزه فراس حباب
فراس:لحظه افتح الباب
ريتال:فراس لا
فراس:لو نروح لغرفة احمد ؟أمشي لغرفة احمد
توقفت مجددًا امام غرفه أحمد قائلًا
فراس:ندخل عليهم نفاجئهم
ريتال:فراس شدسوي حيوكف گلبي والله نزلني حباب،حاولت التملص من بين ذراعيه لكن لم أنجح سعل والده ،نظرنا لعضنا بخوف ركض بي لغرفة وجدان التي أصبحت غرفتي لليوم أنزلني أمام الباب ضحكنا واضعين كفنا لنمنع الصوت،فتحت الباب أمسك بذراعي قبل أن أدخل نظر لي وقال أذا تردين شئ بس صيحي فرااااس واني اجيج
ريتال:شنو أريد مثلًا ؟
فراس:كلينكس للدموع
ريتال:هه هه متضحك ما ابجي
فراس:أتمنى،تصبحين على خير
ريتال:اجمعين
فراس:حلمي بيه
ريتال:ايع طبعا لا
ضحك وهو يكمل طريقه لغرفته بينما دخلت وأغلقت الباب خلفي تمددت على السرير وفكرت ماذا لو كانت خالتي هي والدتي هل كان ما حصل مع عائلتي التي كانت ستكون بيت خالتي سؤثر بي؟ هل سأشفق عليهم؟ كيف ستكون علاقتي بعلياء و والدتي أقصد خالتي؟ ومن ستكون أبنتهم عوضًا عني؟ هل وجدان أم فراس؟ بما أنه قريب لعمري ولا بفصل بيننا سوى سنه عكس وجدان التي بيننا ثمانية ،لما أفكر فيهم ؟سأنسى بأنني أبنتهم ليوم واحد فأنا الان أبنت خالتي وهذة غرفتي سأنام بعمق وأحلم أحلام جميلة وأستيقظ على رائحة المقلوبة التي تعدها خالتي أقصد والدتي من أجلي ،أنا الان وفي هذه اللحظه أنا ريتال أبنت هذة العائلة  ولا يهمني ما يحصل مع أقاربي.
__________________________________________

شفقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن