٦٩

16 5 3
                                    

ريتال

الغياب أمر مفاجئ لا تنتظره ولا تتخيل قدومه ولا تعرف بأي كلمة ستطلب حضوره،  تعرفت عليه  يوم عيد مولدي وكلمة قلادة هي من نادته، قُلت لا أجد قلادتي وأذا بي كُنت أقول له أرحل ، لكن عندما أفكر الان كان الغياب ثالثنا أنا ورسول يجلس بينا ويندمج مع كلماتنا كان دائمًا جاهزًا ليتسع ويفرد جسده بيننا حتى يزيد المسافة وهذا ما حصل ،رحل وكأنه لم يكن يومًا موجودًا وبسرعة أيضًا ، توقف الكل عن ذكر أسمه رويدًا وعُدت ريتال دون رسول، بادئ الأمر توقعت بأن يكون سهلًا ففي النهاية لم يكن ما بيننا مكبلًا بالحب والمشاعر القوية  ،لكنني أخطأت لأنه ترك فجوة غريبة ولا أفهم سببها داخل روحي أعرف جيدًا بأنني مهما ملئتها وحافظت على سلامة جدارها وتأكدت من أندماجه مع باقي روحي سيترك ندبة واضحة ،مازال رقمه على هاتفي ومازلت أبحث عن الخاتم كل ما غسلت يدي خوفًا من نسيانه لأنني أعدت على ذلك ، أناقض نفسي أوبخها وأذكرها بأنني لم افتقده عندما كنا معًا، لما الان ؟وبعد مرور شهر ونصف الشهر أشتاق له، نعم أفتقده أحيانًا أفتقد ما كان حضوره يجلبه لي، العائلة التي أدخلني لها ،والدته رغد وقطها وشيرين، لم يغادر وحده بل غادر كل من أحببتهم بفضله ،الأمر أشبه بأنني قطعت صلتي بأفراد عائلة وجدتهم حديثًا  ،أرتدي قلادة رغد لتذكرني بها وأربط شعري أحيانًا بالشال وأشكر الله بأنه لم يهدني شيئًا لأنني كنت سوف أخافه  ، نعم أخاف قطعة جماد لأنني اشعر بعدم استحقاقي لها ، قطعة جماد ستذكرني دائمًا بأنني جعلت النهاية مأساوية ،لقد أذيت رسول لم أكن جديرة به لم أستحق اي مشاعر كان يكنها لي أنا حتى لم أرى تلك المشاعر لأنها خبائها عني خوفًا مني ،أتخيل الأمر وانزعج من نفسي أكثر رسول كان يستحق نسخة أفضل مني، نسخة لا تعرف ياسر ولم تمر بكل ما مرت به نسخة عقلها يفكر به وحده ،يجد الاعذار ويفهم أسباب ما يفعله نسخة تريد ان تفهم لا ان تضع اللوم عليه ، نسخة قبل ما حصل مع علياء وشهدته ،لكنه التوقيت للأسف ربما لو ظهر في وقت أخر لكنا نجحنا لا بل وأصبحنا ثنائي يُضرب به المثل بكل ما هو جميل ويجب ان يكون عليه الازواج ،لكن لا أحد يختار متى يتعرف على الناس وبأي ظروف لذا ظهر في الوقت الذي ظهر به ،لكنني تعلمت من كل ما حصل لن أضع نفسي لا، لأبعد نفسي عن الحديث لن أضع اي شخص موضع رسول  ولو كان الثمن حياتي لا احد يتسحق ذلك الكل يستحق ان يُحب ويُقدر ويحترم، الجميع يجب ان يتلقى هذه المشاعر ،تعلمت ومازلت أتعلم كل يوم لأن الأمر أتضح عندي بالتدريج لا مرة واحدة للأسف وهذا أتعلمه ايضا ،ان أرى اكبر جزء من الصورة فور التقاطها، رحل رسول لكنه سيبقى معي بطريقة ما ،إنتهت المحاظرة وبدأ الكل يخرج تباعًا .

لا أعرف أين أذهب لكن ما أعرفه يحب أن لا أبقى في القاعة لوحدي لذا نهضت  أخذت حقيبتي وغادرت لمحت زينب ، تمشي مع صديقاتها لا اعرف بأنها تصادق بهذه السرعة لا وتبدوا صداقة متينة ، زينب كذلك رحلت دون معرفتي وسمحت لها بذلك نستحق نهاية أفضل ،نهاية دون صراخ ببعضنا البعض ودون بكاء نهاية تكون بسبب لا علاقة له بالآخرين نهاية نختارها نحن لا أن تُفرض علينا وتصدمنا بها ،خرجتُ للحديقة وجلستُ على أحد المقاعد التي تسع شخصين وضعت حقيبتي في المقعد الأخر رغم معرفتي بأن لا أحد سيطلب مني الجلوس به ،لكن فعلتها على اي حال كان مقعدًا بعيدًا عن مقاعدنا السابقة انا وزينب لأنه أفضل بالنسبة لي حتى لا أراها خرجت هي وصديقاتها بالطبع نظرتُ لها نظرت لي وبقيت تنظر هل القي التحية من مكاني ؟الوح لها مثلًا ؟او ...،لا، لا أضن بأنها فكرة جيدة غيرتُ نظري ونظرتُ لمكان أخر، بقيت بضع دقائق ثم نهضت دخلت دورة المياه وضعت الحقيبة على المغسلة غسلت يدي ورتبت مظهري قليلًا ،رن هاتفي كانت زميلتي تسئل ان كُنت أنتهيت لنغادر ولحسن الحظ اليوم سنغادر مبكرًا، أخبرتها بأنني قادمة وأنهيت الاتصال أخذت حقيبتي وغادرت زينب مجددًا هذه المرة في مقعدي لوحدها تمسك بهاتفها تمثل الانشغال وتضع ساقاً فوق الأخرى ماذا ان القيت التحية الان ؟لن يأخذ الأمر اكثر من عشر ثواني أضن بأنه ليس لائقًا ان أعبر من جانبها دون قول شي او من الأفضل أن أغادر، لا طائل من القاء تحية ولا أي من هذا مشيت مسرعة

شفقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن