دعني أُؤكد لك، أن الأشياء السيئة تحدث، وأن الأيام الثقيلة لن تكف عن زيارتك كضيفٍ سيءِ السمعة، أن بذاءات الحياة غير قابلة للإنقطاع، وأنهُ لا يُمكنك بأي حالٍ من الأحوال أن تعيش على قوس قزح طوال الوقت، الحياة مليئة بسوء الحظ والإرتباكات الإنسانية القصوى، ولحظات الفشل التي تقصم الظهر والأوغاد الذين يعرفون من أين وكيف يؤلمونك، الحياة مليئة باللوعة والفقد والشكوك الكبرى، والذبول، والضجر، نعم ستعرف كل هذا، ستقع فيه كمصيدة بدائية في اللحظة التي تعبر فيها من الطفولة إلى النضج ولكنك على صعيدٍ آخر لن تود الإنسحاب منها أبداً، وسوف تكون دائمًا جائعًا للمزيد منها ،لأن الحياة ذاتها التي تُعرفك على كل هذا الضياع، تمنحك أيضاً لحظات الفرح العارمة، والشعور العظيم بأنك أخيرًا وجدت طريقك، ستعرف فيها بهاء الحب، ستجرب دهشة الأشياء الأولى، سوف تُشاهد وجهك في المرايا يكبُر ويتشكّل وينضج لتُصبح أنت، وسوف تقع في حب نفسك الجديدة عند كل منعطف، ستعرف طمأنينة الإيمان، ودفء الطيبين، وحماس الوصول إلى أهدافك الصغيرة، وأدرينالين الأخطار ،والكرم الرباني الذي سوف يغمرك في أضعفِ حالاتك وأشدها فقراً، سوف تضحك وتجرب آلاف الضحكات العالية، وستشعر بإمتنان عميق لأنك تعيش هذه الحياة الهائلة التي كنت تلعنها بيأس قبل قليل، دعني أؤكد لك رغم هذا وذاك، رغم كل هذا، ستكون بخير .