اللاجدوى

14 0 0
                                    

أُفكر مليًا في حياتي، في هذا الألم الظاهر والعاجز عن إخفاء نفسه بنفسه، في الرتابة الحادة والتي لا بد من العودة إليها، في تلك الأيام، الأيام المُنقضية تحديدًا، التي أكتنزها خلف ظهري بحجة نسيانها، لولا أنها تعاود الظهور في ذاكرتي لتختلس فيها مكانًا قصيًا، أبعد من حدود إنتباهي في أن يتزحزح أو يتشتت عنها، أُفكر في عدم مزاولة الندم تجاهها، في عدم إرساء ما مضى، فيما أنا ماضيٍ إليه، لولا أن لموتها إذنٌ لتعيش في ذاكرتي من جديد، أُفكر أيضًا في عدم التفكير في ذلك، في إستنبات اللاجدوى من الجدوى، في تمرير يومٍ طال وقته في هاجسي، في إعتبار وجودي حدثًا هام لنفسي حتى لا أتوه، وألا أبتعد عني .
أحتالُ على غربةٍ صغيرة، أُربّيها في داخلي، ‏بالتماهي معها إلى آخر مدى ‏منذُ كنتُ طفلاً، ‏والغدُ هو السُكنى، ‏والغد هو المنال البعيد، ‏والغد هو أغلى موعدٍ أحتفي به، ‏كبرتُ وأنا أدفع بروحي عجلة الوقت، ‏أستعجلُ الأيّام، ‏وأعرف أن الأملَ كذبةٌ بيضاء ‏تُؤذي قليلاً، ‏لكنها على الأقل تبقيني حيّاً .
‏ومثل الكثيرين مرت علي أوقات دسست رسائل إستغاثاتي في كل شيء، الكلام والنكت والإيماءات، الضجر، الغضب غير المبرر، والقسوة، وأفهم الآن أن من كان قادرًا على فكها كان عاجزًا على التدخل .

خواطر مبعثرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن