قُلت لأصدقائي إنني لا أُحب شيئًا على الإطلاق، وكدت أقول لهم ولا أحب أحدًا كذلك، لا أتذكر متى بدأ ذلك، ولا أعرف ما إذا كان قد وقعَ لي دفعةً واحدة، أم حصل على مراحل محتشمة حتى وصل إلى ذروته في تلك اللحظة المشؤومة، أتذّكر فقط ذلك الشعور الذي لازمني بسبب ما حدث ولفترة طويلة بأن لا أحد يملك شيئًا لأحد، وأن كل شخص في هذا العالم مهما كانت له من علاقاتٍ صلبة و حميمية فإنه لا يواجه مصيره إلا وحيدًا ومعزولاً ، وبإستعداد فطري للإكتئاب والبُكاء على النفس، وأنا لا أحد، أبدًا، لا أحد، يُحقق سعادته بسبب الآخرين مهما كانوا قريبين منه وأحباء، لا تتحقق أي لحظة سعادة كثيفة أو هشة إلا من خلال التفاصيل التي نعثر عليها في دواخلنا .