غرفتي مليئة بأكواب القهوة المُمتلئة للنصف، عناوين وأفكار لقصص وروايات لن أكتبها، قصائد تبتدئ ولا تنتهي، وملابس لم تُكوى منذ دهور ملقاة على الأرض حالمةً بأن أصطحبها يومًا نحو الخارج القاسي المُخيف، أفلامي المُفضلة هي تلك التي أستطيع أن أصل إلى مُنتصفها، والأصدقاء الذين أحبهم هم أولئك الذين لايغضبون حين أنهض عائدًا للبيت قبل أن أُكمل خمس دقائق معهم، أو حين أختفي عن حياتهم لسنوات دون أن يدركوا لماذا، أحيانًا أرى التنفس عملية مُمله ورتيبه، لا حماس فيها ولاسبيل لإنهائها دون أن أموت، المشي كذلك يُربكني كثيرًا، ما الذي يدفع أي شخص كي يضع قدمًا أمام الأخرى بكل هذا الإخلاص والتفاني الغير مُبرر؟ في قلبي حبيبة تخيليه لا أرغب في إنزالها على أرض الواقع، وفي رأسي غابة أحلام مؤجلة .
هناك لحظات من الإستقرار النفسي أتمنى لو ألتقطها بيدي، وأحتفظ بها للأبد، لكن الإستياء الذي يتبعها غير مُبرر أو ضروري، شعور فائض عن الحاجة، وكأنهُ ضريبة بقائك مطمئن لأطول فترة ممكنة .