قُلها وأنت خائف، وأنت تتظاهر بأنك تحتمل كل عواقبها، وأنت مستعد للخسارة، وأنت تغص بحوافها، وأنت مدرك أن صداها سيؤذي قلبك، وأنت تعرف بمدى صلابتها، وأنت حائر في عمرها، وأنت الوحيد الذي قاوم إستخدامها، و تألمت بسببها، وأنت تجرح صوتك بحروفها، وأنت تكرهها، وأنت بحاجة أن تتخلص منها، وأنت بالغت في كتمانها، وأنت تخرسها، وأنت تتجاهلها، وأنت تضع قائمة من المحظورات بسببها، وأنت تُراقب كل فصولها، وأنت تقص أطرافها وتنبت مجددًا، وأنت حزين من إنكشافها، وأنت متأكد من قدرتها على إفساد كل شيء، وأنت تخجل من التصريح بها، وأنت تنتظر ترمدها، وأنت مرتبك حذر أن تتفوه بها، وأنت تدافع عن سقوطها، وأنت تحتال عليها بالتلميح، وأنت جربت كتابتها، وأنت تعبت من تخبئتها، وأنت فزعت عندما لاحظتها، وأنت مُطمئن أنها كانت تحت سيطرة صمتك، وأنت بحاجة أن تصير خارج مُحيط صدرك، وأنت تواجه نهاية صبرك، وأنت مُهيأ لمرارتها، وأنت مُتأخر في وداعها، وأنت مفضوح بالتستّر عليها، وأنت خائف قلها، كلمتك التي تظن أنك ستموت بسببها ستعيش بعد أن تتحرر منها .
لا أخاف أن أشقى بعاطفتي فإن في قلبي عقلًا مدسوس، و لكنّي أخاف أن أكون ضحية مراحل العمر الشاقة، أخاف أن أنهمر وأستبيح كتماني في ليلةٍ خادشة لذكرياتي و ينتهي كل مافيّ، أخاف أن العمر لا يكفي لضحكة سِنٍ صادقة .
