لقد حاولت مراراً وتكراراً، وفي كل محاولة أشعر فيها بأني إقتربت، أكتشف بأنني كنتُ بعيداً جداً عن مشارف الوصول، كتبت العديد من النصوص، إختلقت أفكارًا كثيرة، تقمّصت حشدًا من الأشخاص، وعشتُ مشاعرًا لم أعد قادرًا على عيشها مُجددًا، ولكنني فشلت في إيجاد نفسي من خلالها، بقيت أنا، الفكرة التي لم أستطع صياغتها، كل ماكنت أكتبه أبعدني كثيراً عما أردت إيجاده، بقدر ما رغبت بحصر نفسي، بقدر ما عملت على تشتيتي في شخوصٍ كثيرة، لقد تناثرت، حتى أنه لا يمكن لأي نص بعد الآن أن يقوم بتجميعي .
إنك لا تفهم شيء حول ما يفعله من أجلك، لا تفهم معنى أن يترك أحدًا كل غضبه في جوفه ليأتيك خفيفًا، يُحاول أن يكون مُبتسمًا حتى وإن كان بريق عينيه يعكس الشظايا التي بداخله، يخاف أن يلمسه أحدًا حتى لو بنظرة كي لا تفيض من مسامه المشاعر التي خبأها، أنت لاتفهم معنى أن يكون المرء
صامتًا .
أشد ما أصابني مؤخرًا هو أني لم أعد أحمل في داخلي أية إعتراضات أو موافقة، لا مُسير ولا مُخير، كأن كل شيء يُشبه اللاشيء، لا فرق بين التوقف أو الإستمرار، الشعور واللاشعور، خاوٍ من كل مظاهر الحياة وكأنها لا تعنيني .