- ولكنها عصبية !
- نعم
هي عصبية ولكنها طيبة للحد الذي لا حد له، يكفي أنها تنفعل وقتيًّا، وتُخرج ما في قلبها وقتيًّا، وتبوح بما في صدرها وقتيًّا، لا تعرف التلوّن ولا النفاق، ولا تكتم في نفسها شيئًا ودَّت قوله، تملك قلبًا أبيض، وروحًا نقية، وصفات بريئة عفوية، فلوهلة تشعر وكأنها طفلة تغضب، وتنفعل، وتثور !
- ولكن هذا يجعل الناس يأخذون عليها المآخذ !!
- الناس؟! أيُّ ناس؟! يا عزيزي، لو أن ملكًا من السماء هبط إلى الأرض لَعابَهُ الناس، ولأخرجوا منه العِبَر، الناس لا يرضون عن خالقهم فكيف بالناس عن الناس؟!
الناس هم مَن أوصلوها للعصبية بسوء ظنونهم فيها، وإفلات أياديهم منها، وإقصاء الكلمة الطيبة الرقيقة عنها، كأنها جمادٌ لا تشعر ولا تحس، الناس مَن سلبوها الطُّمأنينة، وحرموها أن تكون في الحوار آمنة، أو في السؤال راضية، إنَّ عصبيتها داءٌ مُكتسب من أفعال الآخرين تجاهها، ولولاهم لكانت مرنة مُتزنة هادئة لا تُلقي للأمور بالًا هكذا 🤍!