مِن اللقاء الأول، اِفْرِشْ عيوبَك على طاولة الصراحة قبل أن تُقدِّم باقة محاسنك.
هذا لأمانتك؛ حتى لا ترتسم صورتُك في حُسبان الآخرِ بنصفِ وجهٍ. و لرحمتك بنفسك؛ حتى لا تسجنها في ظنِّ الكمال، و لا تُحملهَّا إصرَ الثبات على جمالٍ لا يتذبذب، أو عطاءٍ لا يتقطَّع. و لِصدق محبتك؛ لأنك في الحب لا تحتاج إلى مَن ينبهرُ بحسنك و يعتبرُ بقوّتك بقدر ما تحتاج إلى مَن يُبصر عيبك جليًّا، و يعرف ضعفك مَليًّا، و يُعاملك على أثرهما بفَهمٍ و كرَمٍ و رِفقٍ.
مِن البداية، خُذْ إلفَك من يَدَيه. و اتركه أمام نافذتك. و اجعله يحظَى بإطلالةٍ وافيةٍ على فُصولِك كلها. قبل أن تُسكِنه قلبك، و قبل أن تصدمه بما لم يحتسب، فيأسَى هو بظنِّه، و تأسَى أنتَ بسكَنه.
و قبل أن تُدرك، بعد مَفات الأوان، أن عقيدة الحب -ككل فضائِل الحياة- أنْ لا ضرر و لا ضرار.🦋🖤