كثيرًا ما أودُّ أن أنفجر ولا أفعل، أتذكرني وأراني في عبارة كتبها أحدهم تقول: "أنا بُركان سُدّت فوّهته." تارةً أرغب بالإنفجار غضبًا، وتارةً أخرى أرغب بالإنفجار بُكاءً، وفي الحالين لا أفعل، بل لا أقدِر، لا أقدر على الإنفجار غضبًا لأن ما يسدُّ فوهة غضبي هو قلقي وخوفي على فُتات الأشياء الجميلة التي تبقّت لي، ما يسدُّ فوهة غضبي أنني بلغت من البرود مبلغًا يُرضيني بأي شيء يحترق بداخلي فأدفى بهِ وإن كان غضبًا يُحيلني رمادًا، وما يسدُّ انفجار حُزني هو كوني ما عدتُ أملك دموعًا تكفي لكل هذا الحزن، أعلم بأنني إن بكيت سأضع عيني في موقفٍ مُحرج أمام قلبي، صارت شحيحةً عيني بعد ذاك الترف، تعلمت البُخل بعد أن جفت مآقي عيني مُحاوِلةً شرح ليونة الطين لجدارٍ قاسي.. ما عدتُ أقدر على الإنفجار إلا كتابةً، كلما اعتراني غضب وكلما لاح لي حُزن هرعت إلى هنا حيث أكتب ولا أحد يرد، وأنفجِر نصًا، أنفجر حرفًا .