بفكركم إن معرض القاهرة هينطلق من بعد غد الخميس بأمر الله .. كل رواياتي متاحة في جناحنا إبداع بصالة 2 ..
لا تفوتوا فرصة اقتناء أحب الأعمال إليكم ..
الفصل السابع
(القناع)
الصباح كان مختلفًا بالنسبة لها رغم ما امتلأ به ليلها من تفكير مجهد، أفرطت على غير عادتها في تأنقها، وارتدت زيًا رسميًا من قطعتين، بدا أشبه بما ترتديه مضيفات الطيران، من سترة وتّنورة، باللون البترولي، كانت ياقة السترة تلامس منبت رقبتها، فأخفت عنقها البارز بالإيشارب المزركش الذي تلقته كهديةٍ بالأمس القريب، تأكدت من جعل العقدة عند جانب عنقها الأيمن، ثم مسدت بيدها على جانبي التنورة لتفرد قماشها فيصل إلى ركبتيها، اعتدلت بعدئذ واقفة، ومشطت شعرها قبل أن تعقصه في كعكة مشدودة. مرة أخرى ألقت نظرة متأملة لهيئتها النهائية في تسريحة المرآة، لتمسك بأحمر الشفاه وتضيف مسحة رقيقة على ثغرها، لم تنسَ كذلك إفراطها في نثر العطر الأنثوي على كامل ثيابها، لتتحرك بعدها تجاه الفراش، جلست على طرفه، وانحنت واضعة الحذاء الجديد في قدميها، أغمضت عينيها للحظة لتتنعم بإحساس الراحة وهو يغلف كيانها.
ابتسمت في رضا عن حالها، ثم نهضت ساحبة معها المعطف الأسود، لم تقم بارتدائه على الفور، بل طرحته على ذراعها لتتأكد أولًا من رؤية "مهاب" لها في هذا المظهر الأنيق قبل أن تتوارى خلف الداكن من الثياب، بلغت المصعد، وهبطت به للاستقبال. عندئذ تعمدت التبختر في مشيتها؛ لكنها في نفس الآن رفعت رأسها للأعلى في إباءٍ وزهو. أبقت على ملامحها هادئة حينما أبصرته ينهض من على الأريكة للترحيب بها رغم الاضطراب الذي عصف بوجدانه دفعة واحدة، بالكاد ضبطت حالها، وتشبثت بجمودها الزائف لتبدي انزعاجًا مصطنعًا ومنتقدًا لسلوكه المتجاوز معها بالأمس. وقفت قبالته، وابتسمت ابتسامة صغيرة متكلفة وهو يستطرد:
-صباح الخير دكتورة "تهاني".
كما عهدته وجدته يرتدي حِلته الرسمية، ذات اللون الرمادي، ومن فوقها هذا المعطف الأسود الثقيل. هزت رأسها بإيماءة صغيرة وردت في إيجازٍ:
-صباح النور.
باقتضابها المتعمد في الحديث أرادت إشعاره بالذنب، وبإثبات اختلافها عن الأخريات اللاتي قد يبدين ردة فعل مناقضة لها، أو حتى متساهلة، لعلها تنجح في التأثير عليه بشكلٍ غير مباشر، حين يجدها تعامله بجفاءٍ ورسمية، فلا يظن أن ما حدث يمكن تكراره ببساطةٍ، ودون ردة فعل رافضة. كان يضع يده في جيب بنطاله وهو يخاطبها برنة هدوءٍ مسيطرة على صوته:
-في البداية أنا عاوز أعتذرلك عن سخافة إمبارح.
تأهبت حواسها لما أبداه من اعتذارٍ مفاجئ، لم تضع في الحسبان أن يظهر ندمه بهذا الشكل السريع، فقد ظنت أنه سيتغاضى عما حدث ويواريه بالحديث عن أشياءٍ أخرى جانبية. نظرت له بعينين مدهوشتين وهو يسترسل بتعابيرٍ منزعجة، وبنبرة نادمة ومؤكدة:
أنت تقرأ
رحلة الآثام - الجزء السابع - سلسلة الذئاب -كاملة
Romanceالجزء السابع من سلسلة الذئاب .. -البداية- ما قبل اللقاء .. ملحوظة يمكن متابعة هذا الجزء منفردًا دون الحاجة لقراءة ما سبق .. فنقطة البداية (ما لم يسرد بين السطور) ستكون من هنا مواعيد النشر الجمعة والثلاثاء من كل أسبوع. في تمام العاشرة مساءً .. قد ي...