الفصل الرابع عشر

8.1K 434 80
                                    


عذرًا على التأخير .. وقراءة ممتعة



الفصل الرابع عشر

(ندم)

المفاجأة غير المتوقعة جعلت تفكيرها يُشل للحظات، تداركت نفسها بعد هنيهة، واستلت نفسها من حضنه المطبق عليها، لتنظر إليه في ارتياعٍ غير مشكوك فيه. انتصب "مهاب" في وقفته السامقة يُطالعها بترقبٍ، ولم يقل شيئًا، كأنما ينتظر منها التأكيد على جملته الأخيرة، أحست "تهاني" حينها بأنها على وشك الانهيار عصبيًا من سكوته الذي يرعبها عن كلامه. تلجلجت وبررت له في صوت مرتعش:

-إنت فاهم غلط...

حاولت إخفاء النتائج خلف ظهرها وهي تواصل الكذب المكشوف:

-دي تحاليل واحدة زميلتي.

رفع حاجبه للأعلى متسائلًا باقتضاب مريب:

-بجد؟

أكدت له بهزات متتالية من رأسها وهي تطوي الورق لئلا يقرأ ما دُون فيه:

-أيوه.

زم فمه للحظةٍ، ثم دنا منها متسائلًا بهذه النبرة الغريبة:

-وإنتي بنفسك جاية تشوفيها؟

ابتلعت ريقًا غير موجودٍ في حلقها، وأخبرته برجفة بائنة في صوتها:

-دي خدمة ليها.

تقوست شفتاه عن ابتسامة ساخرة أتبعها قوله الهازئ:

-فعلًا قلبك حنين.

جاهدت لتبدو مقنعة وهي تظهر ضيقها من تهكمه:

-لو سمحت مافيش داعي للتريقة، أنا بشوف شغلي.

أولته ظهرها واتجهت للطاولة الموضوعة لتسحب بضعة ملفات، وضعتها فوق ورقة النتائج التي تخصها، لعل وعسى تنجح في إخفائها وسطهم، ثم خاطبته دون أن تنظر ناحيته:

-وبعدين أنا خلصت اللي ورايا، والوقت اتأخر، مش المفروض نمشي؟

أنهت عبارتها وهي تلتفت ناظرة إليه، فوجدته يرمقها بهذه النظرات الغامضة، ثم أومأ قائلًا باقتضابٍ:

-أكيد.

ومع ذلك ظل شعور الخوف مظللًا عليها، يشعرها بأنه يضمر لها شيئًا ضدها. أشار لها لتتبعه مكملاً في أدبٍ مريب:

-اتفضلي.

تحركت أمامه وهي شبه ترتجف، فنظرته التي صحبتها لم تكن مريحة بالمرة؛ لكنها توارت خلف قناع الجمود الذي وضعته على وجهها، محاولة ألا تظهر اضطرابها فيستغل هذه النقطة لصالحه، ويتحرى أكثر عما ظنت أنها نجحت في تخبئته.

رحلة الآثام - الجزء السابع - سلسلة الذئاب -كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن