الفصل الثامن - الجزء الأول

8K 399 45
                                    


نذكركم أن فاعليات معرض القاهرة الدولي للكتاب قد انطلقت من الأمس

كل رواياتي تتوافر في جناحنا إبداع بصالة 2


للفصل تكملة تابعوه، ستنشر بعد قليل ..


الفصل الثامن – الجزء الأول

(اللعبة الحــقيرة)

صحراء من الصمت المرير عاشت فيها بغيابه المفاجئ عنها، حاولت التغلب على ما يعتريها من مشاعر اللهفة والضيق بإلهاء نفسها بالانشغال بهذه الفسحة المفاجئة، على أمل أن يستريح عقلها ولو لبرهةٍ من التفكير في شأنه. ظنت "تهاني" أن رفيق جولتها سيصحبها إلى أحد المطاعم الجديدة، لكونه خبير في هذا الشأن؛ لكنه وعلى غير توقع إلى البلدة المجاورة، ليصل كلاهما إليها بعد ساعتين من القيادة المتواصلة والمصحوبة بحديث أحادي الجانب عن مواضيعٍ شتى، كانت في غالبيتها تنصت فقط إليه. صف السيارة خارج الميناء التابع لهذه البلدة، وسألته بحاجبين معقودين:

-هو احنا بنعمل إيه هنا؟

أخبرها بغموضٍ، ووجهه تداعبه ابتسامة شقية:

-هتعرفي دلوقتي.. اتفضلي.

ثم أشار لها بيده لتتحرك، فتبعته صامتة، إلى أن وجدته يقوم بالحديث مع أحدهم من أجل استئجار أحد تلك اليخوت الصغيرة لتستقلها في جولة بحرية، أسعدتها المفاجأة السارة، وصعدت إليه بمساعدته. رغم اندهاشها من حسن اختياره إلا أنها استحسنته للغاية. ابتسمت تشكره في نعومة وهي تجلس مجاورة لحافة اليخت، ثم استطردت معترفة له:

-أنا عمري ما ركبت مركب في حياتي، دي أول مرة، وفي يخت، بجد كتير عليا.

صحح لها "ممدوح" ما فاهت به بطريقة ماكرة ومراوغة لاستدراجها إلى طرفه في هذه المنافسة القائمة:

-ليه متقوليش إنه حظي الحلو خلاني أشاركك التجربة الجميلة دي.

أحست بشيءٍ من الحرج، وردت وهي تشيح بوجهها لتحدق في صفحة المياه المتموجة بهدوءٍ:

-شكرًا يا دكتور "ممدوح"، كلك ذوق.

شعرت به يتحرك مبتعدًا، ليغيب عن أنظارها، فسحبت شهيقًا عميقًا ملأت بهوائه النقي رئتيها المعبأتين بالهم، ظلت مستغرقة في تحديقها الهائم إلى أن عاد مجددًا وفي يده كأسًا مملوءة بمشروبٍ ما، ناولها إياه وقد تبسم قائلًا:

-اتفضلي.

تحفزت في جلستها، وسألته بترددٍ دون أن تمد يدها لتأخذه:

-إيه ده؟

تطلع إليها بغرابةٍ، فتابعت رافضة قبل أن ينطق موضحًا أي شيء لها، وعيناها تنظران إلى الألوان الممتزجة معًا:

رحلة الآثام - الجزء السابع - سلسلة الذئاب -كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن