الفصل الحادي والعشرون

7.5K 419 39
                                    


قراءة ممتعة مع الأحداث ♥♥


الفصل الحادي والعشرون

(طوق الأشواك)

بعدما هاتفته لتلتقي به بصورة عاجلة في هذا المكان العام، وتحديدًا ذلك المطعم الراقي، جلست متحفزة، متلفة الأعصاب، لم تخجل، ولم تكف عن ذرف الدموع علنًا وهي تسرد لـ "ممدوح" بإيجازٍ ما حدث من مشادة كلامية تطورت إلى تطليقها وطردها بشكلٍ مهين من بيتها، ليترتب على ذلك حرمانها من صغيرها الوحيد. ارتفع صوت نواحها ليلفت أكثر الأنظار إليهما وهي تتوسله بحرقةٍ:

-اتصرف يا "ممدوح"، أرجوك أعمل حاجة.

نظر حوله بتوجسٍ، قبل أن يطلب منها بصوتٍ جاد؛ لكنه مهتم:

-طب اهدي بس، الناس بتتفرج علينا.

صرخت "تهاني" في تحفزٍ، وقد بدت منهارة الأعصاب تمامًا:

-متقوليش أهدى أو أسكت، مش فارق معايا حد هنا خالص، المهم عندي ابني...

انسالت دموعها أكثر، وراحت تتابع بصعوبةٍ، وبصوتٍ شبه متقطع:

-"مهاب" استحالة يردني تاني، أنا ممكن أروح فيها لو اتحرمت من "أوس".

تطلع إليها مدعيًا إشفاقه عليها؛ لكنه كان متوقعًا مثل تلك النهاية في يومٍ ما، أصغى إليها حين استمرت تستفيض بألمٍ متعاظم:

-أنا استحملت فوق طاقة البشر حاجات كتير عشان ابني يفضل في حضني.

بالطبع كان يصل إليه ما يدور بين الزوجين أثناء لقائه برفيقه حينما يتشاركان المجون مع الفتيات العابثات، فكان "مهاب" يتفاخر بأفعاله غير السوية معها وتباريه في تهشيم روحها، وبعثرة كرامتها بطرق مختلفة، وكأن في ذلك تميزًا فريدًا؛ لكنه جعله يتمنى في نفسه أن يتمكن من اصطياد هذه الغنيمة ليُريها الفارق بينهما في منح طقوس الحب الجامحة. أخفى حقده، وغيرته، وما يحمله من تفكير سيء وراء هذا القناع الهادئ، ليسحب من جيب سترته الأمامي منديله القماشي، ثم مده به يده تجاهها، وخاطبها في شيءٍ من الثقة:

-متقلقيش، أنا ليا لي طريقتي معاه.

تناولت منه المنديل، وكفكفت به عبراتها المنسكبة وهي تسأله:

-هتعمل إيه؟

لجوئها إليه، وقلة حيلتها، تعزز بداخله القليل من القوة، فاستغل الفرصة، ورد باسمًا بغرورٍ محسوس في نبرته:

-كل خير...

ثم ادعى الاهتمام المبالغ فيه بشأنها عندما لاحقها بجملته التالية:

-المهم قوليلي دلوقتي هتباتي فين؟ عاوز أطمن عليكي.

تنفست بعمقٍ، وطردت الهواء من رئتيها دفعة واحدة، لتجيبه بعدها:

رحلة الآثام - الجزء السابع - سلسلة الذئاب -كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن