لا تنسوا توافر ثلاثية رواية ألقيت عليك محبتي بجناحنا إبداع في صالة 2 بمعرض القاهرة الدولي للكتاب ..
الفصل الرابع
(الفرحة المرتقبة)
توالت عليها الأيام بطيئة، مستنزفة للأعصاب، ومرهقة للتفكير، فالرد لم يأتِ بعد من ناحية خالتها، مما جعلها فريسة سهلة للهواجس والشكوك، فتنهشها بعمقٍ وتزيد من إحساسها بالخوف والقلق. مرة ثانية، أثناء تواجدها بالمطبخ لمساعدة والدتها في إعداد الطعام، عاد الشرود ليهاجمها، فراحت تقلب الحساء بلا تركيزٍ إلى أن انتبهت لصوت تذمر أمها، فأفصحت لها "فردوس" عما يُحيرها ويملأ صدرها الملتاع متسائلة بقلقٍ:
-تفتكري يامه هعجبه؟
ضجرت "عقيلة" من هذه الأسئلة المستهلكة، فهي لا تكف أبدًا عن الإلحاح وسماع نفس الرد الرتيب، لذا أخبرتها بعد زفيرٍ ثقيل يشوبه الملل:
-ربنا وحده أعلم، بس أدينا بندعي يجعل في وشك القبول، ويراضيكي.
هذا الكلام المطمئن يبث نوعًا من الراحة داخلها، وإن كان مبهمًا، عائمًا، متكررًا، وغير مضمونٍ. لاحت على شفتيها ابتسامة حالمة وهي تسترسل بأريحية معها، كأنما تحادث رفيقة مقربة لها، لا والدتها المتحفظة:
-يـــاه، أما جدع يخطف العين بصحيح، طول بعرض، وعليه طلة إنما إيه!
نهرتها والدتها عن التمادي في الأمر هاتفة بحدةٍ:
-يا بت اختشي! عيب كده!
لوت ثغرها مغمغمة بتبرمٍ:
-يوه يامه، إن مكونتش أفضفض معاكي في الكلام، هفضفض مع مين؟
سرعان ما لانت معها، وقالت وهي تضع ابتسامة حزينة على محياها:
-يا رب يا بنتي يفرح قلبك ويسعدك، إنتي ياما صبرتي واستحملتي.
هزت رأسها معقبة:
-أه والله، راضية بنصيبي وبدعي ربنا إنه يعجله.
طلبت منها أمها وهي تشير بيدها نحو الرف الخشبي المعلق أسفل دولاب المطبخ:
-ناوليني الملح من عندك.
أحضرته إليها قائلة:
-أهوو يامه.
تابع والدتها الحديث إليها، فأضافت:
-عاوزين نجيب ورقة فلفل لأحسن الشوية اللي فاضلين عندي خلصوا.
أكملت عليها مستعيدة في ذهنها ما أمرتها بإحضاره سابقًا من محل البقالة الكائن بالمنطقة:
أنت تقرأ
رحلة الآثام - الجزء السابع - سلسلة الذئاب -كاملة
Romansaالجزء السابع من سلسلة الذئاب .. -البداية- ما قبل اللقاء .. ملحوظة يمكن متابعة هذا الجزء منفردًا دون الحاجة لقراءة ما سبق .. فنقطة البداية (ما لم يسرد بين السطور) ستكون من هنا مواعيد النشر الجمعة والثلاثاء من كل أسبوع. في تمام العاشرة مساءً .. قد ي...