الفصل الثامن – الجزء الثاني
(اللعبة الوضيعة)
هدأت خواطرها المزعوجة إلى حدٍ كبير بمرور عدة أيام، فكان إنهاك نفسها ما بين الدراسة والتدريب كفيلًا بإعطاء عقلها هدنة مؤقتة لعدم التفكير فيما يؤرقها، أو حتى في تقريع نفسها، فعادت إلى ممارسة نمط حياتها الروتيني بالتدريج. كانت "تهاني" على وشك المغادرة عندما خاطبها أحدهم من خلفها:
-كويس إني لاقيتك.
استدارت ناظرة إلى صاحب الصوت المألوف، فقالت بتعابيرٍ جادة، وبنبرة رسمية للغاية:
-خير يا دكتور "ممدوح"؟
تقدم ناحيتها وهو يحمل في يده عددًا من الكتب الضخمة:
-أنا عديت عليكي كذا مرة، بس مكونتيش موجودة.
بررت له بنفس الطريقة المتحفظة:
-أيوه، كان عندي آ...
لم يمهلها الفرصة للشرح، حيث قاطعها قائلًا، وعلى وجهه هذه الابتسامة الصافية:
-مش مشكلة، اتفضلي.
نظرت إلى ما يحمله باندهاشٍ متحير، ثم سألته:
-إيه دول؟
تحرك متجاوزًا إياها ليتجه نحو مكتبها، وضعهم بحذرٍ على سطحه، ونظر إليها موضحًا بهذا الوجه المبتسم:
-بصي يا ستي دي مراجع، وكتب متخصصة، هتساعدك في دراستك.
تبعته عائدة إلى مكتبها، ثم راحت تتفقد كل كتابٍ على حدا، وقالت في تعبيرٍ ذاهل وهي تجول بعينيها المتشوقتين بين أغلفتهم:
-دول إصدار حديث!!
أكد لها أيضًا بنظرة مهتمة:
-أيوه، ومحدود، مش مع أي حد.
تناقص التجهم من على محياها لتبرز ابتسامة صغيرة على شفتيها حين كلمته:
-أنا مش عارفة أقول لحضرتك إيه، أنا هحافظ عليهم زي عينيا.
رد بما يشبه النصيحة وهو يشير لها بسبابته:
-المهم تستفيدي منهم.
بلا تفكيرٍ أخبرته:
-أكيد، دول كنوز.
عرض عليها في لباقةٍ وقد تأهب للخروج:
-تعالي أوصلك في طريقي.
ترددت للحظةٍ، متذكرة كيف استغلت "ابتهال" الفرصة لتفسير الموقف على هواها، وبما يسيء إليها، لذا درئًا للمفاسد هتفت حاسمة الأمر بتعابيرٍ اكتسبت طابعًا جديًا مناقضًا لما كانت عليه قبل هنيهة:
أنت تقرأ
رحلة الآثام - الجزء السابع - سلسلة الذئاب -كاملة
Romantiekالجزء السابع من سلسلة الذئاب .. -البداية- ما قبل اللقاء .. ملحوظة يمكن متابعة هذا الجزء منفردًا دون الحاجة لقراءة ما سبق .. فنقطة البداية (ما لم يسرد بين السطور) ستكون من هنا مواعيد النشر الجمعة والثلاثاء من كل أسبوع. في تمام العاشرة مساءً .. قد ي...