الفصل التاسع

8K 437 120
                                    



أذكركم بتواجدي يوم الجمعة القادمة في جناحنا إبداع في تمام الثانية ظهرًا ..

من أحب الأيام واللقاءات عندي هو مقابلة حضراتكم

وإن شاءالله يكون يوم جميل بيكم ♥


الفصل التاسع

(القرار)

غلبتها قلة الحيلة أمام تطفل هذه السمجة، فلم تجد بديلًا سوى الانتقال من السكن الحالي، والبحث عن آخر يتوافق مع وضعها المادي والنفسي. الاختيارات المتاحة لديها كانت محدودة للغاية، فوقع الخيار في النهاية -بعد بحث استمر لمدة أسبوعين- على مسكن أكبر في المساحة، يضم ثلاثة غرف، تشترك كل اثنتين في غرفة، فيما عدا واحدة ظلت شاغرة. وقفت "تهاني" أمام باب الغرفة الأخيرة تتأملها بنظراتٍ مزعجة، لو لم تكن مضطرة لما ارتضت بذلك بديلًا، حافظت على جمود ملامحها بعدما ألقت نظرة متأملة على الغرفة التي تضم سريرين منفردين، وخزانتين مستقلتين، بالإضافة إلى طاولة مستديرة، ومقعدين خشبيين، ومرآة تسريحة ملتصقة بالحائط. حادت ببصرها عن النظر إلى محتوياتها، والتفتت مخاطبة في هدوء شبه رسمي السيدة المسئولة عن تسكين المغتربات هنا:

-مناسبة، هاخدها.

ردت السيدة عليها بتشجيعٍ:

-إن شاءالله تتبسطي فيها، البنات هنا كلهم محترمين ومجتهدين، وشغالين في وظايف حلوة، اللي مدرسة، واللي ممرضة وآ...

قاطعتها قبل أن تنهي جملتها قائلة بجمودٍ:

-أنا بحب الخصوصية، فأتمنى محدش يشاركني في الأوضة بعد ما دفعت الدبل فيها.

هزت رأسها في تفهمٍ، وقالت:

-اطمني...

ثم مدت إليها يدها بالمفتاح قائلة ببسمة متسعة:

-دي نسختك أهي.

أخذته منها وهي تقول بإيجازٍ:

-شكرًا.

أكدت عليها مرة أخرى وهي تهم بالانصراف:

-لو في حاجة ناقصة بلغيني، أو سبيلي رسالة مع الأمن تحت.

-طيب.

قالت كلمتها وهي تسير معها إلى باب المسكن حيث كانت تتواجد إحدى القاطنات بالاستقبال الصغير. وجهت السيدة حديثها إليها بأسلوبها المرحب:

-دي زميلتكم "تهاني"، هتقعد معاكو من النهاردة يا "نزيهة".

حولت "نزيهة" ناظريها تجاهها للحظةٍ دون أن تبدو مهتمة فعليًا بها، ثم ابتسمت بتكلفٍ قبل أن تتابع تقليم أظافرها، لتنصرف السيدة بعدئذ تاركة الاثنتين بمفردها. لم تحاول "تهاني" صنع أي صداقة ودية مع هذه الشابة الغريبة عنها، حملت حقيبتها، واتجهت إلى غرفتها، لتغلق الباب عليها وهي تردد بصوتٍ خفيض:

رحلة الآثام - الجزء السابع - سلسلة الذئاب -كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن