مساء الخيرات عليكم ..
عودة مجددًا لاستكمال باقي الفصول بعد توقف فترة العيد ..
قراءة ممتعة مع الأحداث
الفصل الحادي والثلاثون
(لا تعبث مع غريمك)
لم تدخر وسعها في إبداء مظاهر فرحتها بمولودة جارتها العزيزة، وتولت بنفسها مهمة إعداد مشروب المُغات الساخن، لتوزعه على الجيران، وأهالي المنطقة احتفاءً بمرور أسبوع على ميلاد الصغيرة "تقى". أحضرت "إجلال" الأوعية الفخارية التي تحتفظ بها والدتها، وملأتها بالمزيد، لتقوم برصها بحرصٍ في صينية واسعة، وأعطتها لأخرى وهي توصيها:
-شوفي مين ماخدش وقوليلي، عاوزة الحتة كلها تفرح.
حملته الجارة في حرصٍ واضح وهي ترد:
-من عينيا.
نظرت "فردوس" لرفيقتها بامتنانٍ، وقالت بتحرجٍ:
-والله ما كان ليه لازمة ده كله.
ردت عليها باسمة:
-ما تقوليش كده يا "دوسة"، إنتي مش متخيلة أنا فرحانة بيها إزاي، والله ولا كأنها بنتي.
زمت شفتيها في شيءٍ من العبوس قبل أن تخبرها:
-خسارة المصاريف والتكاليف، هو إنتي ناقصة؟!
عاتبتها بنظرتها أولًا لتعلق عليها بعدها:
-والله أزعل منك ...
ما لبث أن عادت لابتسامتها اللطيفة وهي تكمل جملتها:
-ما تشليش هم حاجة، وبعدين سبيني على راحتي، أنا عاوزة أفرح الناس كلها، وزي ما بيقولوا، الخير على قدوم الواردين.
مجددًا شكرتها "فردوس" بلا ابتســام، وهي تسلط نظرة فاترة إلى رضيعتها:
-ربنا يخليكي ليا.
................................................
السعادة التي شعر بها منذ اللحظة الأولى التي حملها فيها بين ذراعيه كانت لا توصف ولا تقارن بأي فرحة أخرى مرت عليه طوال سنوات عمره، كان كمن وُهب سعادة أبدية. ولج "عوض" إلى المسجد، وباشر عمله وهو في قمة نشاطه وسعادته، انهالت عليه المباركات والتهنئات من كل من يعرف ومن لا يعرف، التقى بإمام المسجد الشيخ "عبد الستار"، فاستطرد في وقارٍ ممزوج ببسمة هادئة:
-مبروك يا عم "عوض" تتربى في عزك.
احتضنه الأخير في سرورٍ وهو يرد عليه:
-الله يبارك فيك.
ربت الشيخ على ظهره مرددًا بنفس الصوت الهادئ، والملامح المبتسمة:
أنت تقرأ
رحلة الآثام - الجزء السابع - سلسلة الذئاب -كاملة
Romanceالجزء السابع من سلسلة الذئاب .. -البداية- ما قبل اللقاء .. ملحوظة يمكن متابعة هذا الجزء منفردًا دون الحاجة لقراءة ما سبق .. فنقطة البداية (ما لم يسرد بين السطور) ستكون من هنا مواعيد النشر الجمعة والثلاثاء من كل أسبوع. في تمام العاشرة مساءً .. قد ي...