الفصل الثامن عشر - الجزء الثاني

9K 449 38
                                    



عذرًا على التأخير ولقصر الفصل نظرًا لعدم تواجدي بالمنزل وانشغالي ..

أسيبكم مع الفصل ..


الفصل الثامن عشر – الجزء الثاني

(أَوْس)

أثناء سيرها معه كانت ساهمة، تمشي مدفوعة بتوجيهه وبشكل آلي عبر الطرقات إلى حيث يقطنان، دار في رأسها عشرات الأفكار، ورسمت العديد من السيناريوهات لما ستكون عليه ليلتهما بعد كل ذلك المجهود المبذول من قِبل خالتها لتحلية صورتها في عينيه، انتبهت "فردوس" لزوجها، وانتفضت كالملسوعة فجأة عندما تكلم في نبرة معاتبة:

-إنتي مش معايا خالص!!

سألته بحرجٍ وهي ترمش بعينيها:

-هو .. إنت كنت بتقول حاجة؟

كرر عليها سؤاله مبتسمًا في بساطةٍ:

-كنت بسألك ناقصك حاجة نجيبها في سكتنا؟

هزت رأسها قائلة:

-لأ، ماظنش.

عاد الصمت يخيم بينهما من جديد، فسعى "عوض" لفتح سبل الكلام مجددًا، فقال بشيءٍ من الصدق، وكأنه يعبر لها عن مشاعره المتأثرة بها:

-بس تعرفي النهاردة كان شكلك حلو.

تفاجأت بمدحه غير المتوقع، فسكتت للحظةٍ، تحاول استجماع جملة ملائمة، فقالت كالبلهاء:

-كتر خيرك.

تفهم التردد الظاهر عليها، وأكد لها باهتمامٍ متزايد:

-أنا مش بجاملك دي الحقيقة.

على عكسه كانت متبلدة، جامدة، تجد صعوبة في مجاراة طريقته السلسة في البوح بما يناوش القلب، فاكتفت بالصمت، وتحاشت النظر ناحيته، لتتطلع للأمام ممعنة النظر في الحواجز المعدنية التي تسد مقدمة الطريق، هتفت متسائلة في استغراب حائر:

-هو الشارع مقفول ولا إيه؟

دقق النظر هو الآخر في الناصية المزدحمة بعشرات البشر، وقال:

-مش عارف، بس أول مرة يحطوها هنا.

تباطأت خطواتهما، واستطالت عنق "عوض" محاولًا تبين ما يحدث عبر الحشد الذي يملأ جنبات المكان، علق مُبديًا تحيره:

-ده في زحمة ودوشة قدام.

توجس قلبها خيفة من حدوث مكروه ما، فرددت بتلقائيةٍ:

-ربنا يستر..

أشار لها بيده لتتوقف قائلًا بلهجة شبه آمرة:

رحلة الآثام - الجزء السابع - سلسلة الذئاب -كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن