عذرًا على التأخير نظرًا لتواجدي يوميًا في معرض بورسعيد للكتاب
أترككم مع الفصل
الفصل السابع والثلاثون
(نبتة غير صالحة)
وكأنه كان ينتظر هذا الاقتـــراح منه لينجو من المأزق الحرج الذي وضع فيه، جراء لهثه وراء ما يطفئ لهيب الجسد، دون أن يضع في الحسبان تأثير مثل هذه السلوكيات غير الأخلاقية على نشأة صغيره وتقويم أخلاقه، فعادة حينما يلجأ لمثل هذه الممارسات المتجاوزة كان يهيئ الظروف ويتخذ الاحتياطات اللازمة لضمان الحصول على المتعة الكاملة، لذا هذه المرة ترك "مهاب" لرفيقه مهمة تأديب ابنه بأسلوبٍ شبه صارم. بلا تردد أقبل "ممدوح" عليه، مختطفًا إياه من بين يديه، وكأن الفرصة واتته على طبق من ذهب ليفعل فيه ما يشاء دون أن يردعه رادع، اشتدت قبضته على "أوس"، والأخير يقاومه بضراوة رغم الرعب المسيطر عليه، استوقفهما "مهاب" قبل أن يبتعدا بالسؤال، ونظرته الحادة مرتكزة على طفله:
-هتعمل معاه إيه؟
مبتسمًا بابتسامة لا تضمر خيرًا أجابه مقتضبًا وهو يدير رأسه تجاهه لينظر إليه:
-متقلقش.
بإشارة من إصبعه حذره رفيقه بتشددٍ رغم الضيق المندلع في صدره:
-مش عاوز "تهاني" تعرف باللي حصل!
أكد عليه بهدوءٍ:
-اطمن، دي مراتي، وأنا عارف هسيطر عليها إزاي وأدخل عليها منين.
على عكسه بدا "مهاب" قلقًا ومزعوجًا، فكرر عليه تحذيره بصيغة أخرى:
-مش ناقص مشاكل، وخصوصًا مع "ناريمان"، لأنها لو عرفت آ...
قاطعه قبل أن ينهي كلامه هاتفًا بثقة:
-عيب عليك!
ثم ثبت نظراته الغامضة على الصغير، تلك التي يخفي ورائها كراهية عميقة، وهو يتابع:
-أنا بنفسي هتأكد إن الجميل ده مش هيفتح بؤه نهائي!
ظل ذلك الشعور المزعج يناوش رفيقه، فناداه:
-"ممدوح"!!
حاول "أوس" بكل جهده الإفلات منه، ومع كل مقاومة يبديها لهذا المقيت كانت أصابعه تتصلب وتشد قوة عليه، ليشعر بمدى عجزه حين يجابهه، رفعه "ممدوح" عن الأرضية متجهًا به إلى الخارج وهو يؤكد لرفيقه:
-أنا ليا لي أسلوبي، متقلقش!
..................................................
ارتفعت صرخات الصغير "أوس" وهو يُقاد قسرًا إلى غرفته، بدا "ممدوح" مستمتعًا بأصوات صياحه المستغيث وغير المجدي، ما إن ولج إلى داخل الحجرة حتى ألقاه بغيظٍ على فراشه، ليرتد جسده عليه، تزحف عليه محاولًا الابتعاد عنه؛ لكن لا مهرب له، خاصة بعدما أغلق الباب بالمفتاح ليصبح أسيره.
أنت تقرأ
رحلة الآثام - الجزء السابع - سلسلة الذئاب -كاملة
Romansaالجزء السابع من سلسلة الذئاب .. -البداية- ما قبل اللقاء .. ملحوظة يمكن متابعة هذا الجزء منفردًا دون الحاجة لقراءة ما سبق .. فنقطة البداية (ما لم يسرد بين السطور) ستكون من هنا مواعيد النشر الجمعة والثلاثاء من كل أسبوع. في تمام العاشرة مساءً .. قد ي...