الفصل 4

21.9K 1K 110
                                    

الشرط 50 تصويتة و 50 تعليق 

قراءة ممتعة 

انتهت الجنازة البسيطة التي أقامها غايدن من أجل ريكي و كارلا، كانت كل التفاصيل بداية من الورود الى الأكل بسيطة و أنيقة للغاية، تماما مثل ذوق أختها ، ما كانت روزا لتقيم جنازة بسيطة هكذا بل كانت لتقيم حفلة ، ليس احتفالا بموت أختها و لكن تكريما لتذكرها في قلبها ، ربما كان ذلك سوف يمنحها قليلا من الطمأنينة و الراحة النفسية ، لاحظت أن هناك عددا معتبرا من الحضور ، الأكيد هو أنهم أصدقائها وجيرانها و كذلك بعض أعضاء الكنيسة كونها لم تنقطع يوما عن الذهاب ... 

من المفارقات العجيبة بينهما ، أن احداهما كانت طاهرة ، و الأخرة عاهرة أو على الأقل هذا ما يعتقد الناس عنها

أحداهما نقية و هادئة و الأخرة ثورة متنقلة ... 

قامت بعض السيدات بتعزيتها بطريقة مقتضبة ، يمكنها تشعر بنظراتهم المحتقرة لها رغم كلماتهم الطيبة ظاهريا ، لم تذرف دمعة واحدة ، بل اكتفت بهز رأسها على عبارتهم و المصافحة مع وجه متجهم ، و ملامح جاهدت كي تكون حادة ... 

بقيت لوقت طويل أمام قبريهما حتى بعد مغادرة الجميع ، و كان أخرهم غايدن ، تعترف أنها امرأة قوية و متحكمة جيدة في نفسها ، لكن ذلك الرجل يستفز كل ذرة فيها و الأن بعد أن انتهى كل شيء ، يجب عليها تصفية حسابها معه ،لقد تجنبت الحديث معه و حتى النظر اليه كي تستعد جيدا من أجل لقاء قريب بينهما . 

 كانت قد  طلبت من المحامي في وقت سابق عنوان غايدن ، و الليلة سوف تغمره بزيارة لا ينساها ، جمالها و ذكائها كانا سلاحها ، و ثقتها بنفسها كانت ورقتها الرابحة، لقد أقنعت مسؤولين و رجال أعمال و بل حتى اعضاء في المافيا بأقذر الأشياء ، لن يكون من الصعب عليها اقناعه بالتخلي عن الوصاية ، هكذا حاولت اقناع نفسها ...

لم تستغرق الكثير لم أجل الوصول الى بيته ، الذي بدا فخما للغاية مقارنة بمنزل كارلا و ريكي الذي كان بسيطا للغاية ، ربما عليها أن تطلع على ملف غايدن هذا في وقت لاحق . لم تستطع الاقتراب بسيارتها من المدخل أكثر و كانت قد بدأت تمطر بالفعل ، اضطرت الى المشي بضعة أمتار حتى أن وصلت الى الباب ، ابتلت قليلا خصوصا أن خامة فستانها الأسود كانت رقيقة و كذلك خصلات شعرها  ...

استقبلتها احدى الخادمات الت حيتها باحترام ، و لم تهتم روزا بها بل قالت لها بفظاظة : اريد أن أرى السيد موريني حالا . 

هزت الخادمة رأسها مستأذنة منها بأن تعلمه بحضورها ، دقائق و وجدته نازلا من الدرج يرتدي حلة سوداء رائعة ، لن تنكر أن هذا الرجل وسيم من الطراز الأول ، لوت شفتيها في سخرية و قالت :اذن انت هو شريك ريكي ؟

أكد لها معلوماتها : انا هو ...

أردف لها بعملية :  لقد اخبرني ريكي بشأن الوصاية منذ فترة ... و تحدثت معي كارلا سابقا بشأن أسلوب حياتك ، انا أستطيع تحمل كافة المسؤولية عن كالان  ..
لم تعجبها نبرة صوته تلك : عفوا ، ماذا تقصد باسلوب حياتي ، هل انا عاهرة ما او راقصة تعري ؟
ازعج من تفكيرها الخاطئ و سارع الى تصحيح ما أراد قصده : لا لا لا ، لم يكن هذا ما قصدته لقد اشارت كارلا الى سفرك المتكرر ، و لا أعتقد انك سوف تصحبين طفلا رضيعا  معك في رحلات عملك ...
خللت شعرها في محاولة لأن تهدئ : انا لم أقصد الحديث بهذه الطريقة انا فقط ... انا أعتقد أنه يمكنني منح كالان العناية اللازمة بدون اي مساعدة ... أنا خالته أنا اولى بالعناية به .
أخبرها بسخرية :  احضار مربيات لذلك لا يعتبر العناية اللازمة..
استفزها بقوة ، و لم تستطع كبح غضبها عكس طبيعتها :  اسمع يا هذا ، انا لست في حالة جيدة لهذا النقاش العقيم ، انا خالته و انا من سوف تأخده
قال بثقة مبتسما : لكن الوصاية بإسمي و انا المسؤول عنه قانونيا ...
جحظت عيناها قائلة بغضب : سوف تتنازل عن الوصاية لي ، انا خالته، انت مجرد غريب عنه ، لا أصدق ان كارلا و ريكي فكروا فيك أصلا ..
بقدر ما يعلم عمق ألمها الا أنها يجب أن تتعلم الدرس بالطريقة القاسية ليقول بصرامة :ربما لو كانوا يعلمون أنك صالحة لتحمل المسؤولية كانوا ليفكروا فيكي
- أسمع انت لا تعلم من أكون ، و لا تعلم ماذا يمكنني أن افعل ، لا تتجاوز حدودك معي
كانت ترتجف من شدة ابتلالها ، قام برمي معطف لها كان معلقا  : أرتدي شيئا ، سوف يصيبك التهاب رئوي قبل أن تنفذي تهديدك ....
ثم أردف بحدة : اسمعي أيتها الخالة افعلي ما بدا لك ، لكنني لن أتخلى عن كالان .. لكن يمكنني التنازل قليلا و منحك يوما من الأسبوع لتريه 

المستشارة السرية  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن