الفصل 10

18.7K 893 94
                                    


* هل سوف نذهب الي عيد الميلاد ذلك ؟

تنبهت على سؤاله بعد أن وضعت كالان في فراشه ، أشارت له بأن نخرج من الغرفة ليتحدثا ، وقفت أمامه و كادت ان تتكلم فقال لها : لنجلس في غرفة مجاورة ، أشار لها الى غرفة قريبة دخلت اليها و جلست على الأريكة و جلس مقابلا لها على كرسي مريح ، عقدت يديها أمامها قائلة بتوتر : انها مجرد زميلة لي ، لست مضطرا للاستمرار في كذبة حمقاء كهذه ، اذا اتصلت سوف أخبرها أن كالان مريض و لم نستطع القدوم ...

حك شعره بنوع من الغرابة و هو يسأل بفضول : لماذا كذبتي عليها في المقام الأول ؟

شعرت بالدم يتدفق الى وجنتيها بقوة ، لم تشعر بالخجل من أي جريمة ارتكبتها في حياتها ، و هاهي تتمنى ان تنشق الأرض و تبتلعها فقط كي تختفي من أمامه الى الأبد .

لانت شفتاه قليلا و هو يرى الخجل الذي اعتراها حين واجها بما فعلته ، بدت شهية للغاية ، كفتاة صغيرة تم امساكها بجرمها الطفولي، بدأت تفرك يديها بتوتر و هي تحاول أن تجد مخرجا من هذا الموقف ، رطبت شفتيها بانفعال و قالت بتهتهة : انا ... أنا ...

قاطعها صوته الأمر : أريد الحقيقة روزاليا ، سوف أعلم اذا كنت تكذبين .

قضبت حاجبيها من كلامها و عبست ملامحها لتقول بانزعاج : كانت تسخر مني ، كانت تقول أنني لن أصبح زوجة أو أما جيدة ، احترق قلبي من كلامها لذلك كذبت ..

ثم أردفت بعصبية : و توقف عن مناداتي روزاليا ، روزا فقط يكفي .

رفع حاجبيه من ثورتها غير المسبوقة تلك ، وضع قدم على قدم بكبرياء و لم يعقب على ما قالته بل تركها لأفكارها ، كان الصمت عقابه المفضل ، و لم تكن هي امرأة تحبه على كل حال ...

أسند رأسه على يده الموضوع على يد الكرسي ، و قال بحسم : سوف نذهب الى عيد الميلاد ذلك .

لم تستوعب ما قاله للتو ، لتبحلق به للحظات ثم تسأله بحيرة : لماذا ؟ لقد أخبرتك الحقيقة لست أكذب كي تذهب و تتحقق منها .

هز رأسه موافقا : أنا أعلم أنك تقولين الحقيقة أرى ذلك في عينيك .

ابتلعت ريقها في وجل ، هل انقلب السحر على الساحر ، هي من تقرأ نوايا البشر من أعينهم ، هي من تدرك من تحمله أرواحهم من شر أو خير من مجرد نظرة ، و الأن هي ضحية للعنتها ...

استجمعت ما بقي منها و سألت مجددا : اذن لماذا تريد أن نذهب ؟

قال بنبرة مشاكسة : ألا تريدين أن تثبتي لها أنك زوجة و أم جيدة بالفعل ؟

هزت كتفها بلامبالاة و كأن الأمرلا يعنيها : لقد كان مجرد موقف سخيف .

عاد مجددا بتلك النبرة الأمرة : لا تكذبي ، لقد أثرت عليك بكلامها .

عاندت رغم أنها تعلم أنه محق : لم يخلق بعد من يؤثر بي ، قلت أنه مجرد موقف و ذهب لحاله .

لقد تعلم في فترة قليلة و من خلال احتكاكهما أنها اذا عاندت في شيء فهي حتما لن تغير رأيها ، لذلك وجد أنه من الافضل كسبها من ناحية أخرى ، و هو يعلم جيدا من أي ناحية يكسبها ، قال بملامح منزعجة : لكنني كنت أريد لكالان أن يرى و يلعب مع صغار أخرين.

المستشارة السرية  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن