"هناك فصول في حياتنا نود بشدة أن نحرقها و ليس فقط أن نمحيها "
دفنت نفسها في كومة من العمل ، تريد أن تعمل فقط ، تمثل الضحك و المرح على الكل ، و تتصنع القوة بكل احترافية ، و وحده قلبها المكسور يعلم بما معاناتها فقد خسرت أخر فرد في عائلتها منذ أيام مضت ، لم تتمكن حتى من توديعها بطريقة لائقة ، لم يمنحها القدر وقتا من اجل تصحيح علاقتها بها و اخبارها بمدى حبها لها ، لم تود أن تبقى علاقتهما كما كانت من قبل .
عندما استيقظت روزاليا في صباح يوم الخميس كانت تشعر بارهاق شديد ، لقد أمضت يومين كاملين من أجل الحصول على ذلك التقرير الطبي اللعين ، فذلك الطبيب قد كان خارج المدينة و كان عليها التنقل من أجل ايجاده ، بالنظر الى مدى حبها للسهر و النوم صباحا انها معجزة أنها قد نهضت الثامنة صباحا ، و الجلسة سوف تبدأ بعد قليل لذلك يجب عليها أن تجهز نفسها بالفعل ، كانت تهرول بسرعة بين غرفتها و الحمام من أجل تجهيز نفسها و قبل أن تخرج عادت من اجل اخد معطف غايدن و ابتسمت بانتصار : اليوم نلتقي.
لم يكن الطريق طويلا للوصول الى المحكمة خصوصا مع قيادتها المتهورة ، دخلت مسرعة الى القاعة و من حسن حظها أنها المحاكمة لم تكن قد بدأت ، حين رأتها لاورا تنفست الصعداء و تسلمت منها الملف الطبي الذي في يدها مع نظرات حادة تتوعدها بحديث صارم عن الالتزام بالمواعيد ،لم تحفل روزاليا بتلك النظرات بل انصرفت مباشرة ، فهي تكره هذه الجلسات كثيرا ، و لا تحبذ حضورها الا في الضرورة القصوى ، كما أن لديها يوما حافلا مع ابن أختها و تريد شراء بعض الألعاب من أجله
عندما دخلت الى قسم الألعاب و الملابس للأطفال شعرت بالضياع التام ، فهي لم تأتي الى هذا القسم بالذات في حياتها ، بدأت تنظر هنا و هناك و لا تعلم بما تبدأ أو ما هو المناسب له ، و بينما هي تراقب الملابس عن كثب ، اقتربت احدى العاملات و سألتها باحترام : هل تحتجين مساعدة ما سيدتي
توترت روزا قليلا و قالت : لا أريد .... أقصد أنا لا أعلم انا هنا من أجل شراء بعض الأشياء لكني لا أعلم من أين أبدأ
حاولت العاملة مساندتها قليلا : لا بأس الكثير من الأمهات يشعرون بذلك في بداية الأمر ...
فهمت روزا ما ترمي اليه لتصحح لها : كلا ، كلا ، انا لست حاملا ، انا هنا من أجل بعض الهدايا لابن شقيقتي ، كنت مسافرة وقت ولادته
اعتذرت العاملة بشدة عن سوء الفهم ، و ساعدت روزا في اقناء بعض الملابس و الألعاب ، و التي شعرت بسعادة شديدة و هي تختارها من أجله ، وضعت كل شيء في السيارة بعد أن دفعت ثمنه و انطلقت في طريقها الى بيت غايدن .
-----------------------
هذه المرة كان جالسا في حجرة الاستقبال حين دخلت ، جلسته المهيبة ، ساق على ساق و يد تستند عليها رأسه بينما يتفحص كل انش بها ، نظرات حادة استطاعت ان تخترق روحها ، لحضوره هيبة لم تعرفها من قبل ، و هي التي قد وقفت أمام أكثر الرجال قوة و نفوذ في هذه الدولة ، كان تحديقه الصامت بها يعريها من قوتها ، و يجعلها متوترة من قول أو فعل أي شيء ..
أنت تقرأ
المستشارة السرية (مكتملة)
Romanceمخطوبة اذن ؟ هزت رأسها بالموافقة و هي تتصنع عدم الاكتراث لما يفعل ، رفع يدها و أشار الى أصبعها قائلا : يا له من بخيل ، عرض الزواج بدون خاتم ، هل هو فقير ؟ سحبت يدها منه و قالت بثقة : انه ابن رئيسي ، يستطيع شرائك انت و كل ما تملك . قال بسخرية :فهم...