عندما عادت الى الفندق في ظهر اليوم الموالي ، كان جورج قد خرج من حمامه بمنشفة حول خصره ، رأها بهيئتها المرهقة ، بدلتها المزية و مكياجها الذي قد ذاب ، جلست بتعب على الأريكة رامية جاكيت بدلتها جانبا و هاتفها على الجانب الأخر ، قال بدهشة : لابد أنها كانت ليلة رائعة
قالت بانزعاج : هشش، الصوت ، لدي صداع
تحرك نحو الخزانة و رمى لها علبة دواء و أحضر كوب من الماء لها ، تناولت حبة منه على مضض و تجرعت الماء ، كان ينتظرها أن تتحدث لكنها لم تفعل بل قامت من مكانها و سحبت منشفته واضعة اياها على كتفها و متجهة نحو الحمام دون أن تقول كلمة واحدة ، نظر اليها بينما تختفي في الحمام و تقفل الباب ورائها ، ظل واقفا هناك و عاريا تماما للحظات ثم ارتدى ملابسه ، حمل هاتفها و حاول فتحه الا أنه كان مغلقا ، استغرب كثيرا فليس من عادتها أن تغلق هاتفها هكذا، رماه مجددا و خرج و هو يدندن بأغنية ما ...
------------------------------------------
- بما تفكر ؟
سألته نورما بفضول بعد أن وجدته غارقا في تفكير عميق ، ابتسم باقتضاب و هو يجيبها : لا شيء مهم ، كيف حال العمل ؟
قالت بضجر : انه جيد ، ملل قليلا لكنه يسير جيدا .
رد باقتضاب : جيد .
جال بنظره على المكان الذي كانا فيه ، و الذي كان عبارة عن مطعم فخم في أرقى الأماكن ، شعر بفراغ شديد ، شعر بيدها على يده ، ليحول نظره اليها مرغما ، قالت له بابتسامة حزينة : لازال غياب والدي كالان يؤثر عليك ؟
هز رأسه بهدوء ، أمسكت بيده و قبلتها بحنان بالغ : أنا أومن أن أرواح الناس الذين يفارقوننا سوف تظل تحرسنا و ترافقنا في كل لحظاتنا ، ريكي و كارلا سوف يظلان معك في قلبك دائما ...
كان يشعر بالذنب الشديد مما يفعل ، لقد كان يقبل روزا يوم الجمعة بعد أن منح نورما أملا في علاقتهما و ما هي الأن تواسيه بحب عن وفاة صديقيه الوحيدين ...
ضم يدها الى صدره و قال بندم شديد :لقد قبلت روزا يوم الجمعة الماضي ..
جحظت عينيها في صدمة و سحبت يدها مباشرة ، لحظات من غير التصديق و الدهشة ثم قالت بانكسار : لماذا ؟
قال بصدق : لقد نطق كالان بكلمته الأولى بين يديها ، و كنا في لحظة سعادة عارمة بين أشخاص أخرين ، و حصل ذلك بصورة سريعة ، مجرد رد فعل عن فرحة شديدة
عقدت ذراعيها أمامها في تفكير : هل تعني لك تلك القبلة شيء ؟
قال بنبرة ثابتة : لا .
تنهدت براحة بينما هو كان قلبه ينخلع من مكانه ، تلك كذبة واضحة ، تلك القبلة تعني له الكثير ، روزا تعني له أكثر ...
كانت نورما مرتاحة لفكرة أنه لا يكن لها أي مشاعر ، و أنها مجرد قبلة عابرة لا معنى لها .
أنت تقرأ
المستشارة السرية (مكتملة)
Romanceمخطوبة اذن ؟ هزت رأسها بالموافقة و هي تتصنع عدم الاكتراث لما يفعل ، رفع يدها و أشار الى أصبعها قائلا : يا له من بخيل ، عرض الزواج بدون خاتم ، هل هو فقير ؟ سحبت يدها منه و قالت بثقة : انه ابن رئيسي ، يستطيع شرائك انت و كل ما تملك . قال بسخرية :فهم...