الفصل 3

23.2K 1.2K 111
                                    

تدرون يا شباب ، النفسية أسوء من درجات الحرارة ، فيعني همتكم و دعمكم للرواية ، أحسن قربت أعتزل أم الدنيا كلها لأنه فصل نكد

الشرط 50 تصويتة و 50 تعليق 

قراءة ممتعة 

----------------------

لا تعلم كيف استطاعت الوصول الى سيارتها ، بل كيف قادت الى المستشفى ، كل ما كان يرن في أذنها هو قيل لها ، "لقد ماتت أختك في حادث سيارة مع زوجها " 

عندما وصلت الى المستشفى كانت تجر قدميها من أجل ان تصل الى بابه ، الدموع متحجرة في عينيها ، تأبى النزول و كأنها ترفض حقيقة أنها كارلا قد ماتت ، لم تكن تستحق أن تموت بهذه الطريقة ، لقد كانت كارلا تحب الحياة ، كانت في بداية الثلاثينات من عمرها ، مرحة و لطيفة ، متقلبة المزاج أحيانا ، و صارمة في ما يتعلق بأسلوب الحياة ، فقد كانت مسيحية ملتزمة ، تذهب الى الكنيسة مع زوجها بانتظام ، فقد تعرفت عليه هناك ، كانت كارلا عكس روزا في كل شيء ، الا أنه رغم هذا الاختلاف كانت كلاهما تحبان بعضهما البعض جدا ، ربما كان الغرور أو الكبرياء هو ما كان يمنعهما من الادلاء بذلك ، أو ربما تربيتهما في جو أسري صارم جعلت من المشاعر شيء يجب اخفائه على الدوام .. فوالديهما لم يغمرا أي منهما بأي عاطفة أوحنان  حتى وفاتهما .

و ربما كان هذا هو السبب الذي جعل روزا ترتمي في أحضان أول رجل تقع في غرامه دون أن تفكر في العواقب ، و ربما هذا ما جعل كارلا تتزوج ريكي دون قصة حب حقيقىة سوى أنه الرجل المناسب ذو المركز الاجتماعي الجيد ، فقد كان ريكي يمتلك شركة صغيرة للصيانة ، وهو ما جعل الحياة مستقرة لكارلا في معظم الوقت ... 

بعد قليل من الأسئلة دخلت روزا الى غرفة التشريح حتى ترى أختها و زوج أختها ، كانت كلتا الجثتين متفحمتين بطريقة بشعة ، فملامحهما مختفية تماما ، شعرت روزا بالقشعريرة تدب في جسدها ، و بدأ بدنها في الارتجاف بصورة قوية ، حاولت التماسك و أعمضت عينيها بقوة كأنها ترفض واقعها بشدة ... 

لقد كانت تنوي زيارتها ، الحديث معها ، و حتى انها كانت مستعدة لسماع محاضراتها عن عدم رضاها عن كل ما تفعل ، كانت لتدفع عمرها فقط لتراها و تجلس معها لمدة خمس دقائق ، لكننا لا ندرك مدى أهمية الأشخاص في حياتنا الا عندما نخسرهم الى الأبد ... 

جلست روزا على أحد الكراسي و بدأ دموعها تتهاوى بلا هوان ، كانت تبكي في صمت شديد ، فقد فقدت أخر فرد في عائلتها للتو ، فقد أخر ما كان يربطها بالطيبة و النقاء ، مرأتها التي كانت ترى بها أفعالها السيئة ، لا تدري كم مر من الوقت ، لكنها سمعت صوت أحد الممرضات تسألها اذا كانت بخير ، هزت روزا رأسها بهدوء ، أخرجت من حقيبتها بطاقة ائتمان و أشارت لها بها متحدثة بصوت أقرب الى الهمس : هذه من أجل التكاليف .

ردت الممرضة باحترام : لقد تولى السيد موريني ذلك .

- من هو السيد موريني ؟ سألتها روزا بعدم فهم

المستشارة السرية  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن