Ch.5

742 54 4
                                    

بِصبَاح اليَوم التَالِي كُنا نَجمع مُعدَاتُنا نُجهِز أنفُسنا لِلرَحِيل مِن مَوقِعنا، وكَان هَارِي ورِفَاقُه يَستعِدون بِنَفس الوَقت .. نَظرتُ لِهَارِي بَبنما أقِف أمَام بَاب السَيارة. لَستُ أدرِي لِما لَكِن بِكُل مَرة أَكون بِها بِقُرب هَارِي يَجعلُني أشعُر بِمدى ضَئَالتي، شَيء حَولُه يَجعلُني أفقِد ثِقَتي بِنفسي شيئًا فَشيئًا .. وكأنهُ الوَحيد الذي يَستَطيع جَعلي عَالِقة لِلأبَد في اللاَشَيء

" ڤِي، تَوقفِي عَن التَحدِيق إنهُ يَنظُر " صَاحت إيِم بِحدة تَجعلني أفِق مِن غَفلتي، نَظرتُ لِهَاري أجدُِه بِالفِعل يَنظُر لِي بِصَمت وَهدوء مِن خَلال تِلكَ المسَافة الكَبيرة التِي تَفصِل بَيننا، أبعَدتُ عَينَاي فِي قَلق بَينَما صَعدت إيِم لِلسيَارة تُدِيرُها

أدَراتها عِدة مَرات لأعبَس:" لِما لَا تَعمَل؟" رَفعت عَيَناها المُشتَتة لِي لأعلَم أنَها تَجهل أينَ الخَطأ، حَاولت مَرة أُخرىٰ لِتتحرك العَجلات بِمكَانِها وتَنتفِض السَيارة مُصدِرة صَوت مُزعج عَالِي مِن المُحرِك " اللعنة المُلعنة بِلعنَة المَلاعِين، مَا الخَطب !!"

صَرخت تَضرب المِقوَد بِعصَبِية مُفرطة لأُدِير عَينَاي " هَل سنَعود سَيرًا ؟"

" أخرَسي " صَرخت لأتنَهد بِنفَاذ صَبر، ألقَيتُ الحَقِيقة أرضًا لأجلِس وأستَنِد بِظَهري عَلى السَيارة. فَتحت إيِم البَاب وصَفعت السَيارة بِعُنف لِتَضرب الإطَار بِقدَمها و أنتظِر بِمَلل أن تَهدء نَوبة غَضبها. إيِم تُعاني من بَعض المَشاكل مَع الغَضب ورُبما لذلك أنتَظر دائمًا أن تُفرغ طَاقتها ولا أهتَم بحدِيثُها اللَعين بتلكَ الأثنَاء فَهي يُمكنها أن تَكون لَئيمة لِلغاية

" أوه، هل توجد مُشكِلة ؟" سَأل صَوت بِتَردُد لأنظُر لِزين الَذي عَلى وَشك الخَطو نَاحِية إيِم التي لَازلت تُفَرِغ غَضبها بِالسيَارة " صَدِقني لو كنتُ مكَانك لَم أكُن لأفعَل ذَلِك "

نَظر لِي ثُم وَقف لأتنَهد و أقِف أُنَفِض بِنطَالي: " أنتِ أيتُها الثَور الهَائِج, تَوقفِي وهَيا لِنعَود سَيرًا قَبل أن أُمزِق جُمجمُتِك الحمقَاء " صَرختُ بصوتٍ عالٍ لِتهدء فَجأة وتَنظُر بِإستِنكَار " ثَور هَائِج؟ أَنا لستُ لِلعنة غَاضِبة "

صَاحت و تَوجهتُ بِنَظري تِلقائِيًا أَنا وزِين نَاحِية بَاب السَيارة الذي تكَور لِلدَاخِل مِن أثَر رَكلها المُتكَرِر لهُ بِحذائُها الصَلب لأُدِير عَينَاي

" أجل، أبدًا " قلتُ بِنَبرة عَادِية بَينما أرفَع كَتِفاي

" ما رأيُكم أن نُوصِلكُم ؟" إختَرق زِين المُحادِثة بِصَوتٍ هَادِئ قَوي

𝐃𝐚𝐫𝐤 𝐋𝐢𝐠𝐡𝐭𝐬 | أضواء داكنةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن