Ch.19

493 44 18
                                    

فِي صَباح اليَوم التَالي لَم تكُن لديّ أي فُرصة لِلتحدُث مَع هَاري مُجددًا، حيثُ أنهُ لم يَكُن بِجَانبي هذهِ اللَيلة أيضًا عِندَما إستَيقظتُ حَتى أيقنتُ أنهُ لَم يَنام هُنا. ثُم أخذتُ ثِيابي وتَوجهتُ نَاحِية البُحيرة وحتىٰ الآن لازلتُ أسبَح دَاخِل المِياة الدَافِئة

لَم يكن أي شَخص حَولي بِالأرجَاء وكَان الهُدوء سَيد المَكان بَينَما أضَع الثِياب عليّ و أنظُر حَولي في نَظرة مُتفحصة عَن المَكان لأحتَضن نَفسي بَينَما عَينَاي تنظُر بِفضول

" لا تَقلقي؛ لَن يأتي أحد "

شَهقتُ بِخفة علىٰ ذَلِك الصَوت المُفاجئ لأنظُر لِهَاري نَظرة زائِغة بَينَما يَقف أمَامي على بُعد عَشرة أقدَام

" منذُ مَتى أنت هُنا ؟" صِحتُ

" فَترة " قَال بِقلة إهتِمام بَينَما يَسير إليّ " لا تَقلقي لَيست المَرة الأولىٰ التي أراكِ بِها عَارية "

تَلونت وِجنتاي لأنظُر لهُ بِغضَب وخَجل " مَا اللَعنة ؟"

تَخطاني وذَهب لِلبُحيرة وقد قَرر الصَمت وعَدم الإجَابة لأشعُر بِي غَاضِبة أكثَر لأصرُخ بَينَما أدب قَدمي بِغضب بالأرض " أيُها اللَقيط !"

تَوقف فَجأة عَن المَشي و إستَدار لِي؛ نَظر لي بِصَمت وهُدوء وعَينيهِ لا يُمكن تَفسيرها وكَأنني ذَكرتُه بِشيءٍ ما، شَيءٍ بِكُل تَأكيد يُغضبن لأشعُر بِنَفسي أنكَمش تِلقائيًا علىٰ نَفسي خِشية مِن نَظرته. لم يَكُن عليّ شَتمه مَهما كَان وأعلَم أنها كَلمة سَيئة لإن تُقال خُصوصًا لِشخص مِثل هَاري لَكنها خَرجت مِن عَقلي بِدون تَفكير في لَحظة غَضب

بِهدوء إستَدار وأكمَل سَيره لِلبُحيرة قَبل أن يَخلع قَميصُه ويَقفز وقد آكلَني الذَنب بِهذهِ اللَحظة عَما فَعلتُه بِه؛ بِترددٍ تام سِرتُ نَاحيته بَينَما آراه يَسبح ويَغوص دَاخِل البُحيرة بِطريقة عَنيفة لأجلِس على قَدماي بِقلق

إقتَربتُ مِن حَافة البُحيرة لأضَع يدي على الأرض بَينَما أنظُر نَاحِيته ولستُ أدرِي أين أختَفي، شعرتُ بِالقلق مِن إختِفاؤه أسفَل المِياة لأُحاول البَحث عنهُ وأُقرِب وجهي مِن البُحيرة أنظُر لِلمياه النَقية لَكِن فَجأة حَدث شَيء

لَم أكُن أعلَم أنهُ قَرر الظُهور ما إن إقتَربتُ أنظُر لِلمياة حيثُ أنهُ خَرج فَجأة مِن أسفَل المِياة لأشهَق وأشعُر بِصدر صَوتي يَتردد بِالمَكان، كَانت فَقط إنشَات بَين وُجوهِنا عِندَما خَرج فَجأة مِن المِياة وأصبَح وَجهُه مُقابلاً لِوجهي. أنفَاسُه السَاخِنة ضَربتني بِلا رَحمة لأنظُر وقَد أخفضتُ عَينَاي نَاحِية شَفتيهِ .. مُجددًا وجدتُ نَفسي أُحدِق بِهُما بِدون إدرَاك بَينَما أفتَح فَمي قَليلاً وأتنَفس بِصعوبة. نَظر لي هَارِي لِأرفع عَينَاي عِندَما شعرتُ بِنظراته وأجِدُه ينظُر لي بِعيون غَير مُفسرة وصَمت. لَم أكُن أعلَم ما الذي عليّ فِعلُه ومَا الذي مِن المُفتَرض أن يَحدث الآن لَكِن عَقلي كَان مُشتت بِوجودُه أمَامي وبِالنظرة الخَاطفة التي ألقَاها علىٰ شَفتَاي وكأنهُ يُحاول سَرقتِها لِرؤية شَفتَاي الرَطبة التي تَرتِعش بِشكلٍ غير مَلحوظ

𝐃𝐚𝐫𝐤 𝐋𝐢𝐠𝐡𝐭𝐬 | أضواء داكنةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن