Ch.7

714 53 5
                                    

تنفستُ وأَنا أخرُج مِن الغُرفة، لَم أكُن أتخَيل أَن شَهر قَد يَمُر بِتلكَ السُرعة. زِين إنتَقل بِالفَعل لِشَقة فَاخِرة عِندَما أدرَك أنهُ لَن يَعُود لِلوطن ويَود أن يَستقِر هُنا، أَما بِشأن هَارِي فَأنا لَم أرَاه أبدًا مُنذُ تِلكَ اللَيلة ولَم أتحدَث بِأسمُه مُجددًا, كَان شَهر مُريح و تمَنيتُ أَن يَبقىٰ للأبَد

كنتُ أَسير بِالقَصر وجَذبتني أصوات عَالِية علمتُ أنَها تَنتمي لأُمي و أَبي

كُلما إقتَربتُ مِن غُرفة المَكتب كُلما سَمعتُ صَوت أبي و أُمي الشِبه عَالي، أبطئتُ سيري بَينما أُدرِك أنَهُم يَتشَاجرون بِشأن شيءٍ ما

" أُنظُري لِي يَا سِيرا، ڤِيليا لَن تَعلم أبدًا بِما قَررتُه ومَا يحدُث بِالخَفاء وإن أخبَرتِها صَدِقيني سَوف تَندمين "

" رِيك لا يُمكِنك جَعلها تَعيش بِالوَهم؛ لا يُمكِنَك التَحكُم بِحَياتِها كَمِثل ذَلِك إنَها أبنَتُك " صوت وَالدِتي الغَاضب جَعلني أُدرك أهَمِية المَوضوع، أَمي لَا يُمكنها الصُراخ بِأبي إلَا عِندَما يَكون الوَضع خَطِير وهَذا جَعل حِيرتي تَزداد، أيُ وهمٍ يتَحدثُون عَنهُ؟

" لإنَها إبنَتي عَليّ حَمايتُها سِيرا " صَرخ أبِي بِجمُوح, شَعرتُ بِالذُعر لأضَع يَدي عَلىٰ الحَائِط بَينما أترَاجع عِدة خَطوات لِلخَلف، أصواتُهم بَاتت مُنخَفضة وكَأنَهُم يُحاولِون التَفاهُم بَينَما كُل مَا أُفكر بهِ هُو مَا الذي يُخفونَه عَني؟

حَاولتُ التَصنُت لأفَهم أكثَر لَكِن يَبدو أن الهَاتِف يَرن بِالدَاخل يَمنعهُم عَن الحَدِيث وتَجاهلتُ أَنا مَا حدث مُقررة الذَهاي قَبل أن يَروني أقِف بِالخَارج

فِي المَساء جَررتُ قَدمي بَينما أخرُج مِن القَصر. لَم أهتَم كثيرًا بِما حدَث صبَاحًا فَلَقد إعتَاد والِدَاي دائمًا إخفَاء الكَثِير عَني منذُ كنتُ صَغِيرة فَلم يَكُن هَذا بِالشَيء الجَديد كَانَ يُقرَران دائمًا كُل شَيء ويَقومون بِالأفضَل لِذا لَم يَكُن هَذا مُشكلة بِالنسبة لِي. قُدتُ السَيارة بِمَلل بِالأرجَاء حتىٰ وَصلتُ لِلنادي

ألقيتُ التَحِية عَلىٰ بَعض الأصدقَاء ما إن دَخلتُ، إيِم كَانت مَوجُودة بِالفِعل، جَالِسة بِإحدىٰ الطَاولات البَعِيدة  تَضع قُبعة عَلىٰ رأسها وتُكتف ذراعَيها أَمام صدرَها وتَبدو وكَأنها نَائمة وَسط هَذا العُشب الأخضَر و اللَيل

جَلستُ بِجَانبها بِهدوء، وضعتُ قَدمي عَلىٰ الطَاولة وفَتحتُ الهَاتِف أتصَفحُه بِمَلل؛ شَعرت هِيّ بِي وأزَالت القُبعة تَنظُر لِي وهِي رَافِعة إحدىٰ حَاجِبيها :" لِما لِلعنة تأخرتِ؟"

𝐃𝐚𝐫𝐤 𝐋𝐢𝐠𝐡𝐭𝐬 | أضواء داكنةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن