Ch.18

505 37 12
                                    

نظرتُ بِشرود نَاحِية هَارِي .. طُوال جَلستنا كَان صَامِت، لَم يَتحدث بِشَيء وفَقط يُوزع إبتِسامات سَاخِرة. ورُبما لِلحظة واحِدة فَقط إفقتَدتُ إبتِسامته المَاكِرة .. فَبِطريقةٍ ما أشعُر أنهُ حَزين كُلما ضَحك بِسُخرية وكأنهُ يُحاول إخفَاء شَيء، ولِلمرة الأولىٰ إُلاحظ أنهُ ليسَ نَفس الشَخص الذي جلستُ بِغُرفته في أوَل مُقابلة ثم إتَبعني لِمنزلي هوّ. رُبما أدركتُ هَذا الإختِلاف مُتأخرًا ورُبما لا أدرِي سَبب تَصرفُاته المُشتتة ولَكِن يَبدو لي وكأنهُ هُناك شَيء مَا وراء كُل ذَلِك وخَلف تَصرُفاته ورُبما كان كُل ما أُفكِر بِشأنه هو كَات  .. تِلكَ الفَتاة التي نَطق إسمَها ولا أَدري مَن هيّ حتىٰ الآن

لا أهتَم بِها بَقدر مَا أهتَم بِكونُه نَاداني أنا بِأسمُها، بِكونُه لم يُدركني وأنَا مَعُه جَسدًا لِجسد و أدرَكها هيّ وهِي لَيست حَولنا حَتى ولستُ أدري لِما هَذا جَعلني أشعُر بِالخِيانة ..

" مَتى سَأعرِفُك .. ؟ " همستُ بِصوتٍ خَافت، عَينَاي تَنظُر لهُ وهو غَارِق بِالنوم بَينَما رفعتُ إصبَعي بِهدوء وقَد رَاودتي رَغبة عَارِمة بِلمسُه. مَررت إصبَعي على جِفنُه الرَقيق نُزولاً لِوجنتُه بَينَما عَينَاي تَتبع إصبَعي

" مَتى سَيذهب كُل هَذا الغُموض ؟" همستُ بِنبرة أضعَف " مَتى سَتكُف عن إستِخدامي لِتؤذي أبي ؟"

هَاجمتني جَمِيع كُل تِلك الأسئلة التي وددتُ طَرحُها عَليهِ وشعرتُ بِرغبة عَارِمة بِالحصول على إجَابة الآن
ولَكني لم أتجَرأ علىٰ قَول هَذهِ الكَلِمات لهُ وهو مُستيقظ، لستُ أدري رُبما قَد يَكذب رُبما قَد يَسخر رُبما يَقوم بِشيءٍ أسوَأ

حِينها لاحظتُ أنني لا يُمكنني حتىٰ الوثوق بِكَلمة واحِدة منهُ، وأنهُ لِلأبد سَيظل يُراودني هذا الشُعور بِكوني قَد تعرضتُ لِلخيانة ..

" صباحُ الخَير " قلتُ بَينَما أنظُر لهُم وهم يَجلسون ويَطهون الطَعام، تِلكَ الفَتاة حَدثت بي لِثوانٍ قَبل أن تَعود لِما كَانت تَفعله وكَانت هيّ الوَحيدة التي لَم ترُد لي التَحية

" أنت أجِب عليّ " سمعتُ صَيحة زِين لأنظُر وأجِده يَعقد حَاجبيه بَينَما ينظُر لِهَارِي " لِما تَبدو وكَأنك لم تَنم أبدًا ؟ لقد كنت أوَل من ذَهب لِلخيمة "

مَررتُ بِجانِبُهما وقَررتُ تَجاهُل الحَديث خُصوصًا بَعدما تَجاهل هَارِي زِين ولَم يَرد عليهِ سوىٰ بـ ' أنا بِخير '

جَلستُ على الأَرض بَينَما أصدَرت مَعدتي صَوتًا خَفيفًا، نظرتُ حَولي بِإهمَال آرى الجَميع مُنغمسون بِتحضير الطَعام ..
ولَكِن أحدهُم كَان لا يُساعد وقَد قَرر النَظر لي بدلاً مِن ذَلِك؛ فِعِندما إصتَدمت عَينَاي بِعينين هَارِي كنتُ قَد أدركتُ أنهُ يَنظُر منذُ مدة. ثبتُ عَينَاي ولَم أتحَرك بَينَما أنظُر لهُ بِالمُقابل بَينَما عَيناهُ التي كَالفهد ثَابتة ولا يُمكنني تَمييز النَظر بِهُم بِهذهِ اللَحظة ولا السَبب ورَاء نَظره لي بِهذا الشَكل. لَم أكُن أعلَم لِما أشعُر وكأنهُ يَسألني آلاف الأسئلة فَقط بِمُجرَد النَظر لي فَقط

𝐃𝐚𝐫𝐤 𝐋𝐢𝐠𝐡𝐭𝐬 | أضواء داكنةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن