من الحاضر إلى المُستقبل

440 92 105
                                    

كانت تُتابع عملها باهتمام بالغ، وإذا أرادت إنهاء أعمال زملائها لفعلت ذلك حتى تذهب إلى منزلها في أسرع وقت

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

كانت تُتابع عملها باهتمام بالغ، وإذا أرادت إنهاء أعمال زملائها لفعلت ذلك حتى تذهب إلى منزلها في أسرع وقت.

نظرًا لطبيعية عملها فإنها كثيرة السفر، وأحيانًا قد تستقر في المكان الجديد لأكثر من شهر، هذه المرة استثناء فلا تريد أن تبقى أكثر من يومين، يكفي انقباض قلبها من هذه الرحلة غريب.

لكن هي لاحظت أن بعد كل حُلم تراه، صورة هذه المرأة تتضح لها أكثر فأكثر.

حتى الآن مواصفاتها تكون ذات طول مُتناسق مع جسدها، قريبة من ملكات الجمال، ذات شعر متوسط الطول وكالح السواد، لكن لم تتأكد بعد هل هو أجعد، أم مُضفر؟، بسبب صورتها الضبابية بنسبة متوسطة إلى حد الآن، وبجانب ذلك ترتدي ثوبًا ناصع البياض، يكاد يشعُ نورًا، اتضحت ذلك بسبب الظلام الذي يسود الحُلم، ولكن هذا السواد أيضًا يقل ظُلمة بعد كل ظهورٍ لها.

ظلت تغوص في تفكيرها حتى صعدت إلى السطح بسبب صوت ارتطام شيء صغير على الأرض.

أعطت كامل انتباهها على ما حدث للتو، حتى اتسعت عيناها مما رأته.

وهو حالة حضور نوبة جميلة، كادت أن تصل إليها، لكنها ركضت من أمامها في لمح البصر حتى لحقت هي بها.

وهي تتبعها جُرِحت نسبيًا ولكن لم تُعط للأمر اهتمامًا لما تذرفُه من دماء أو من الزميل الذي لم ينتبه لها وتسبب في جرحها دون قصد وهو يُنادي باسمها على الأقل بغرض الأسف والمساعدة.

تحركت خلفها ووجدتها في غرفة داخل المعبد لا أحد يستطيع التيقن من وجودها في أول مرة سوى بعد إمعان النظر.

نظرت إليها وهي تتخذ مُنتصف الحُجرة مقعدًا لها وتضع يدها الاثنتين على أذنيها وترتجف بشدة، لِتُهِم زينة باحتضانها فورًا والهمس أنها بالجوار ولا يوجد ما تخاف منه هنا.

لكن في وَسَط ما نراه في هذا المشهد نجد يدِ زينة التي تنزف وتتساقط منها نِقاط قليلة من الدماء، حتى وصلت نقطة في حرف من حروف الدائرة التي تتوسط الحُجرة، وأخذت هذه القطرة تأخُذ مدارًا دائريًا وتدور في جميع حواف ومُنحنيات الدائرة وكأنها قطعة معدنية يتم تحريكها بواسطة أحد يحمل مغناطيسًا.

زمن غير الزمان ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن