الفصل الثالث: الملوك السبعة

1.1K 227 279
                                    

ليلى

اتجهت إلى منطقة استلام الأمتعة مع سارة ورفيقها أنتونوف، كان المطار مزدحماً بالمسافرين ومن يرافقهم لتوديعهم أو استقبالهم، هذه الوجوه المشحونة بالعواطف الحزينة غير الراغبة بالمغادرة، تعيد إلي ذكريات يوم مغادرتي للبلاد حينما كنت في السادسة.

في ذلك اليوم كنت أتشبث بيد أمي وملابسها وأتوسل إليها ألا تتركني اغادر، قالت أنها تفعل ذلك لأنها تُحبني، وقال أبي أنه يحميني من غضب القطيع، كان ذلك منذ اثنا عشر عاما في السادس والعشرين من سبتمبر بعد يوماً واحداً فقط من اليوم الذي لم أتمكن فيه من التنقل إلى ذئب، أعتقد أفراد القطيع في ذلك الوقت إنني بشرية، لا أمتلك ذئب ولا يحق لي أن أتولى قيادة القطيع، كانت ليلة عصيبة علي وعلى عائلتي حيث احتج الكثير من أعضاء القطيع أمام منزلنا رافضين العودة إلى بيوتهم إلا حينما يجد الألفا حلاً لمشكلة وريث منصب ألفا، لا أعلم كيف أقنعهم أبي بالمغادرة في الصباح.

ولكن في اليوم التالي تم نقلي إلى خارج البلاد مع سارة وأنتونوف ليقوما برعايتي، لديهما ابنة في نفس عمري تسمى نيار، نشأنا معاً كأختان، ولكنها رفضت العودة معنا راغبة في إكمال دراستها خارج البلاد.

نيار ووالديها هم الوحيدون الذين يعلمون بأسرار ذئبي الذي دائماً ما يفاجئني بإظهار قدرات لم أكن أعتقد بأنني سوف أمتلكها في يوماً ما، لم أكن أعتقد أن القطيع سوف يتقبلني كألفا دون علمهم بقدرات ذئبي ولكن بالرغم من ذلك أبي طلب مني العودة لإستلام منصبي.

لم نكن في حاجة للعثور علي سيارة لتقلنا لأراضي القطيع حيث كان هناك سائق خاص ينتظرنا خارج المطار كان أحد أفراد القطيع والذي استقبلنا بابتسامة ودودة.

استغرقت المسافة من المطار إلى القطيع ساعتين، توقف السائق أمام منزل سارة وأنتونوف، ونزل لمساعدتهما في حمل الحقائب، كان هناك غصة مؤلمة في قلبي لتوديعهما، نفس الغصة التي شعرت بها عند توديع نيار، انسابت الدموع من عيناي للمرة الثانية اليوم، احتضنتني سارة وهي تردف ببعض الكلمات اللطيفة، مثل أنها سوف تشتاق إلي وأنني مرحب بي دائماً في منزلهم.

بعد توديع حافل مع سارة وأنتونوف عدت إلى السيارة وتوجهنا إلى منزلي، كان هناك بعض أفراد العائلة ينتظرون خارج المنزل وسرعان ما توجهوا إلي بالأحضان وعبارات الترحيب، حينما دخلت إلى المنزل ما لبثت إلا أن وجدت نفسي مطوقة من جميع الجهات بباقي أفراد العائلة، استقبلهم الحار خفف من أسى البعد عن نيار ووالديها.

***

كان الجو مشمس كعادة هذه البقعة المميزة وسط الغابات حينما تلاقت العائلة في الفناء بعد تناول الغداء، تجمع كبار العائلة وبعض الشباب حول جدي يستمعون إلى حديثه عن تاريخ تأسيس القطيع كانت تعابير وجوههم تدل على الفخر والحماس رغم أنها ليست المرة الأولى التي يستمعون فيها إلى هذه القصص، بينما كان بعض الشباب ملتفون حول الأرجوحة يتجادلون مع الأطفال عن من الأحق بالحصول على الجولة التالية، وكانت أمي في المطبخ مع بعض الفتيات يجلبون الفاكهة.

حرب الرفقاء (ليلى والذئب)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن