حرب الرفقاء (ليلى والذئب)

نيلسون برفيونفتش #مشهد2

كان نيلسون يجلس في ردهة منزله بينما يمسك في يده إطار يحتوي صورة لزوجته يتأملها وتظهر على وجهه معالم الحزن، عندما سمع طرقات على باب منزله خمن أن المحقق أليساندرو قد وصل لأخذ بعض المعلومات منه كما أخبره على الهاتف.

نهض نيلسون وهو يحمل بيده الإطار ليضعه على أحد  الأرفف المرتفعة ثم توجه لفتح الباب، ليدلف منه أليساندرو وهو يحيه، أومأ نيلسون برأسه رداً للتحية ثم توجه للجلوس على إحدى الأرائك وتبعه أليساندرو ليشير نيلسون إلى الأريكة المقابلة له وهو يقول:
- تفضل بالجلوس أيها المحقق..

جلس أليساندرو ثم أخرج صندوق حديدي صغير من جييه ليخرج منه لفافة ثم عرضها على نيلسون الذي أعرض قائلاً:
- لا أدخن شكراً لك..

سأل المحقق وهو يشعل لفافة التبغ التي بيده:
- إذاً سيد نيلسون كيف حالك اليوم، لقد وجدتك منهار أمس لذلك أجلت تحقيقي معك، ولكننا نحتاج إلى الإسراع في الإجراءات..

أجاب جاما وهو شارد بنظره للسقف:
- بالطبع أتفهمك، آمُل أن تجد القاتل سريعاً لتريحني..
أخرج أليساندرو دخان السيجارة من فمه ثم قال:
- هذا جيد أمل أن تخبرني بكل شيء تعرفه سواء أعتقدت أنه يمكن أن يساعدنا أو لا، خصوصًا سبب تأخرك في اكتشاف الجثة..

تنهد نيلسون وهو يقول:
- لقد أخبرت فريق التحقيق بذلك عند إبلاغي لهم عن الجريمة..
قاطعه المحقق قائلاً:
- ما أريد معرفته بالتحديد هو سبب خلافك مع زوجتك ليلة الحادث..

نهض نيلسون ليسير باتجاه الرف الذي وضع عليه صورة زوجته ووقف ينظر إليها بينما يسأل المحقق قائلاً:
- أنت تعلم أنها رفيقتي أليس كذلك؟

همهم أليساندرو ليكمل نيلسون:
- كانت مغرمة بي، تفعل أي شيء لتجعلني أرضى عنها، لكنني لم أحبها أبدًا كنت أنوي رفضها لكن فابيو أجبرني على قبولها لقد قال لي سوف تحبها أكيد يوماً ما، ورفضها سوف يضعفك..
قاطعه أليساندرو قائلاً:
- وبماذا تبرر إنهيارك أمس إذا لم تكن تحبها؟

- لقد إنكسر رابط الرفيق، كيف لا أنهار، كان فابيو على حق فقدان الرفيق يضُعف جدا، أتعلم..
سكت نيلسون لبرهة ثم أكمل:
- أنا أشعر بالشوق لها الآن ربما أحببتها ولكنني لم أكن أعلم إلا بعد فراقها..

- حسناً وماذا عن خلافك معها ليلية الحادث؟

أجاب نيلسون وهو يمسح دمعة طائشة قبل أن تسقط على وجهه:
- لإنها اكتشفت أنني متزوج من إمرأة آخرى، وصارحتها أن هذه المرأة هي حب حياتي..

أردف أليساندرو:
- لهذا قتلتها أليس كذلك؟
ألتفت نيلسون له وهو يقول:
- أنا متأكد أنك سوف تصل للقاتل قريباً، والذي لن يكون أنا..

سأله أليساندرو ولفافة التبغ في فمه:
- ولماذا أنت متأكد..

- ألم تجد سلاح الجريمة وعليه بصمات القاتل..
رمقه أليساندرو بنظرة شك وهو يسأل:
- كيف علمت سيد نيلسون بوجود بصمات القاتل على سلاح الجريمة؟  لقد نشرنا بين أفراد القطيع أن القاتل قام بمحو جميع بصماته..

تنحنح نيلسون وهو يسير باتجاه الشرفة قائلاً:
- سوف أفتح الشرفة لأن رائحة الدخان تجعلني أسعل..
قام أليساندرو بإخراج السيجارة سريعاً من فمه ثم أطفأها في المطفئة الموضوعة على المنضدة التي أمامه وهو يقول:
- أسف كان عليك تحذيري من البداية أن الدخان يخنقك..

بعد أن فتح نيلسون الشرفة ألقى بنفسه على الأريكة جالسًا وهو يضع يديه فوق بعضهم على صدره بينما يسعل سعلات متتالية لينهض أليساندرو إليه سائلًا:
- هل أنت بخير، ربما هناك دواء تحتاج إليه، هل أنت مصاب بالربو؟

أجاب نيلسون بصوٍت متقطع أثناء تنفسه العالي:
- لم يكن الدخان ليخنقني لكنني.. ربما ضعفت بسبب إنكسار رابط الرفيق، هل..هل يمكنك إحضار طبيب..

- هل أنت متأكد أنك ستكون بخير حتى أعود؟
أومأ نيلسون برأسه وهو يقول:
- فقط أسرع..

خرج أليساندرو بخطوات سريعة، ليعتدل بعد ذلك نيلسون في جلسته وهو يحدق في المطفئة الموضوعة على المنضدة أمامة بينما اختفيت من وجهه معالم الألم وحل محلها الغضب والإزدراء، أخرجه من شروده صوت الهاتف السلكي يرن في غرفة مكتبه لينهض متحركًا للإجابة عليه.

رفع سماعة الهاتف وهو يسأل من الطالب ليستمع إلى كلمات ألفريد وهو يشرح ما حدث متجنباً ذكر أمر رفيقة جوان ظهرت إبتسامة بالغة على وجه نيلسون وهو يستمع حتى انهى ألفريد حديثه ليصطنع نيلسون الوهن في صوته وهو يجيب:
- مؤكد سوف أرسل لك جميع المحاربين الذي بإمكاني الوصول إليهم..
انهى نيلسون حديثة بسعال مصطنع شديد ليسأله ألفريد إن كان بخير فيجبه نيلسون:
- صحتي ليست الشيء الهام الآن، سوف أغلق الهاتف معك لأطلب المحاربين..

بعد أن أغلق نيلسون الهاتف قال مقهقهًا:
- إذاً سوف تكون رفيقته نقطة سقوطه مثل أب..
سكت فجأة بينما تظهر على وجهه ملامح الإدراك ليكمل بإبتسامة قائلًا:
- لديهم ذئاب متطورة، غنيمة مميزة..

ثم نهض ليسحب أحد الكتب من على رف المكتبة الخشبية المعلقة وهو يسأل نفسه:
- أين سمعت عن القدرة على شل الحركة من قبل؟

يتبع...

أسفة جدًا جدًا جدًا لأن الفصول قصيرة 🥺
سوف أحاول تحديث الفصل القادم سريعًا