الفصل الثاني عشر: طرف الخيط ج2

533 98 62
                                    

ليلى

شعرت بالفزع المنبعث من شخص ما بالجوار ولكن الأكثر غرابة هو عدم شعوري بوجود أشخاص قريبين غير أدريان ومؤكد هذه المشاعر لا تنبعث منه.

تحركت إلى يميني وهرولت في اتجاه الشرق حيث تزداد قوة شعوري بهذه المشاعر الغريبة، تبعني أدريان بينما يصيح في ذهني  "إلى أين نذهب.. لماذا تركضين إلى هذا الاتجاه"  تجاهلته بينما أستمريت في الركض حتى لاح النهر أمام بصري، كلما أقتربت من النهر كلما زادت قوة  المشاعر، كان منتصف النهر حيث تمركزت هذه المشاعر بقوة ولكن لا يوجد أحد في الجوار فقط مشاعر عالقة من شخص مفزورع، لا يوجد حتى رائحة تشير إلى أنه كان هناك شخص هنا من قبل.

لولا قدرات ذئبي المميزة لم أكن لاشك أبدا بمرور شخص من هذه المنطقة منذ فترة قريبة، شخص لا يوجد لديه رائحة مثل حالات الاختفاء التي حدثت أشخاص ذهبوا دون ترك رائحة أو دليل خلفهم.

وقفت أنظر إلى النهر ذو المياه الصافية حيث يمكنني رؤية الصخور المتراكمة في القاع بمجرد اقترابي من ضفة النهر، رغم زحف المياه في اتجاه الجنوب حيث المصب إلا أن هذه الحركة البطيئة لم تعكر صفو النهر، يبدو لي أن هذا النهر كان مسلك الخاطفين، ويبدو أيضا أن حركتهم كانت من الشمال إلى الجنوب، وذلك لأن المفقودين كانوا أما من أرضنا أو من أرض قطيع الغابة الحمراء مرورهم من هذه النقطة حيث جنوب شرق أراضينا يرسم بوضوح مسار حركتهم.

أصوات تكسر الأغصان المتساقطة على الأرض خلفي تزداد قوة  مشيرة إلى اقتراب أدريان من الوصول إلى المنطقة حيث أقف، بينما ألتف للنظر إليه إذا بي ألمح حلقة تلمع في قاع النهر عند تدقيق النظر خمنت أنها حلقة فضية مفقودة من سلسلة ربما كانت تُستخدم لتقيد مستذئب، قفزت بذئبي في النهر أسبح في اتجاه الحلقة الفضية لأقبض عليها بين أنياب ذئبي، ثم سبحت في اتجاه الأعلى، كانت مشاعر الغضب تنبعث من أدريان وهو يقول في ذهني  "هل هذا وقت مناسب للسباحة علي بيتا أن تتحمل مسؤوليتها" صعدت برأسي فوق سطح الماء لأسرع بالتنفس شهيق فزفير، ثم تحركت للضفة في اتجاه أدريان وأنا أقول  "هل تعلم أن ذئبي لديه قدرات مميزة" أجاب سريعًا و هو ينفس في غضب  "لا أعتقد أن هذا وقت الحديث..."  قطع حديثه وهو ينظر للحلقة بين أنيابي في دهشة ثم سأل  "هل هذه مصنوعة من الفضة".

سحبت نفسي للخروج من النهر  ثم هرولت في اتجاه أراضي قطيعنا فتبعني أدريان وهو يهتف في ذهني  "توقفي عن الركض بعشوائية الأمر أصبح مُرهق حقًا" أجبته  "أسرع أدريان ليس لدينا وقت لنُضيعه"  سأل في امتعاض  "هل أنا من يضيع الوقت الآن".

بينما أنا قريبة من أراضي القطيع تواصل ساكي معي ذهنيًا طالبًا مني الحضور لبدأ عملية البحث، ذلك بعد أن سأل عن حالي وقُلت أنني بخير، أجلت أمر الحديث عن ما وجدته حتى أصل وأتحدث أمام الجميع.

كنت على وشك الدخول من باب فناء منزل جدي عندما قفص إلى صدري شعور مفاجئ بألم قوي فسقطت على الأرض وذئبي يتذمر، أدركت أن هذا الألم  منبعث من شخٍص ما داخل المنزل ربما يكون ألم ناتج عن الرفض شعرت بخ سبب مواهبة ذئبي نفس الموهبة التي جعلتني أشعر بمشاعر الفزع العالقة في النهر الشرقي، حجبت مشاعر الألم عن الوصول إلى أعصابي لأنهض في راحة لتخلصي من الألم الذي كان يقبض على قلبي ورائتي رغم كفاحي للتنفس الآن، سرت لادخول إلى المنزل في فضول عن هوية الشخص المرفوض.

كان هناك الكثير من الأصوات داخل المنزل بين صيحات و ثرثرة، بعض الأشخاص يركضون بعشوائية، ورجلان يتحولان إلى شكل الذئب بينما يهرولان للخارج، اصتدمت بأمي وهي تسير في خطوات متسعة كانت في شكلها البشري كباقي المتواجدين في المنزل بينما أنا في شكل مستذئب لذلك سألت أمي من خلال الرابط الذهني  "أمي.. الذي يحدث هنا"  أجابت بصوت متقطع وهي تتجول ببصرها في المكان:
- ليلى..نحن..أين أدريان نحتاج إلى أحد لإستدعاء سارة..

  سألت في حيرة  "ماذا حدث من رفض من ولماذا سارة"  أجابت أمي في حزن:
- رفيقة الألفا رفضته وكلاهما يعاني الآن من أعراض الرفض..ذهب رجلان لجلب الطبيب نحتاج سارة للمساعدة..

سألت  "هل تقصدين ساكي هل وجد رفيقته منذ متى"
تحركت أمي للسير وهي تجيبني بينما أسير خلفها:
- ما لبث أن وجدها حتى رفضته..والمسكين يعاني بشدة رغم كونه ألفا فهو الشخص المرفوض لذلك تظهر عليه أعراض رفض أكثر خطورة من الشخص الرافض..

فكرت في نفسي أن ساكي ليس ألفا في الحقيقة لذلك لن تزداد قدرته على التحمل فقط لكونه قائد لقطيع ليس هو بألفاه  "سوف أذهب لإحضار سارة للمساعدة"  أخبرت أمي بينما أركض للخارج.

يتبع...








حرب الرفقاء (ليلى والذئب)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن