الفصل الحادي والعشرون: القبض على جوان

433 59 32
                                    

جوان

كان من المفترض أن أشعر بالضيق عند رؤيتها مجددا ما توقعته هو غضبي منها ولكن رغم جمود تعابير وجهي إلا إن مشاعري الآن هي الشعور بالراحة ربما لأنني وجدت شخص يمكنه منحي إجابات التففت ليكون ظهري مقابل لها بينما وجهي يحدق في الحائط ثم سألت:
- هل هذا هو الرجل الذي غادرتي من أجله؟

- أنا لا أفهم ما تقوله يا بني..

- اشرحي لي ما حدث عندما غادرتي هذا المكان منذ تسعة عشر عام..

سكتت ألينور لبرهة ثم أردفت بحزن:
- أنا لم أغادر هذا المكان لمدة تسعة عشر عام كنت محبوسة هنا وأنتظر فابيو ليأتي ويحررني لكنه لم يأتي أبدُا حتي أنني شككت في إنه لا يريدني بعد الآن..

ما قالته إلينور جعل عيناي تتسعان في صدمة كيف يمكن لما تقوله أن يكون الحقيقة هل كانت تنتظر هنا وهي تتألم بينما أنا في ذلك الوقت لم أفعل شيء سوى تخزين الكره لها، عندما أخذت قطيعي لمكان أفضل تركتها خلفي في يد شريرة واضعًا اللوم عليها، أردفت في صدمة:
- هذا يستحيل هذه الكذبة لن تجعلني أسامحك..

- بني أي كذبة، أنا لا أكذب..

ألتففت للنظر إلى ألينور لأجد أن الدموع قد بدأت في النزول على خديها ووجهها قد ذبل أكثر مما كان عليه منذ برهة، شعرت بنغزة في قلبي فإذا كان ما تقوله هو الحقيقة فأنا الجاني هنا لقد تركتها خلفي، نظرت إلى الاصفاد التي تقيد قدمها ثم قلت:
- علينا خلع اصفاد قدمك أولًا ثم سوف نكمل حديث لاحقًا..

خرجت للبحث عن شيء يمكن استخدامه في فك تلك الاصفاد لكن ما قابلني في الخارج كان ليلى وهي تنظر لي بينما الغضب يشع منها، كنت أفكر في أن ليلى ربما يمكنها فك تلك الاصفاد لكن قاطع تفكيري صياحها قائلة:
- سيد جوان أنت وقطيعك حفنة من المجرمين..

رفعت حاجبي الأيسر وأنا أحدق بوجهها في استفهام ولكن صاحب ذلك تجمد في حركتي فلم أعُد قادرًا على الحركة علمت على الفور أنها استخدمت سحرها مجددًا، لأسأل من خلال الرابط الذهني "ما الذي تفعلينه أيتها الساحرة الشريرة"

- سيد جوان السحرة الأشرار سوف تجدهم داخل قطيعك وليس في قطيعنا..

بعد أن انهت حديثها شعرت بالمحاربين يجتمعون حولي معهم سلسلة من الفضة يستخدمونها في تقيد كلنا يدي لم اتمكن من الحركة أو الاعتراض على تقيدهم لي حيث أن رفيقتي استخدمت سحرها عديم الفائدة في تقيدي لأهددها ذهنيًا حيث أن سحرها الذي تستخدمه في تقيد حركتي يمنعني من القدرة على استخدام فمي في الحديث "سوف أجعلكِ تندمين على ذلك"

عقب ذلك قام بعض المحاربين بجري لداخل أحد المنازل والذي صدمني أنه منزل أعد خصيصًا للاعتقال والتعذيب، سمعت ليلى تسأل من خلفي:
- ما تعليق على وجود مثل هذا المكان داخل الأراضي المملوكة لك؟

كانت قد أزالت سحرها عني بعد أن تم جري إلى داخل ذلك المنزل لكن السلسلة الفضية التي تحرق يدي الآن كانت تمنعني أيضًا من التحول لذئب والانقضاض عليهم، نظرت حولي في عدم فهم لسبب وجود هذه الأشياء في ذلك المكان الذي من المفترض أن يكن جزء من أراضي قطيعي وأيضًا المكان الذي حُبست بها ألينور لمدة تسعة عشر عام هل تم استخدام هذه الأدوات على ألينور، كم كنت ألفا أحمق، نظرت إلى ليلى وأنا أسألها:
- هل وجدتم أطفال هنا؟

- طفل واحد والكثير من العظام..

قلت في استفهام طالبًا من منها توضيح:
- عظام؟

تنهدت ليلي ثم أردفت:
- الشيء الجيد هو أن العظام لا تعود للأطفال بل يبدو أنها لأشخاص بالغين..

لأعلق قائلًا:
الأمر يبدو سيء في كلتا الحالتين خاصة إذا كانوا ضحايا تعذيب..

فتابعت ليلى قائلة:
- وما يجعلك مذنب هو أن بعض العظام تشير إلى أن مالكيها قد قتلوا منذ سنوات كثيرة..

- أريد أن أرى تلك العظام..

تحركت للنزول إلى القبو الذي كان يقع أسفل المنزل كانت أرض القبو رملية عليها الكثير من العظام المتناثرة في جميع أرجاء القبو بعضها متأكلة بمجرد لمسها تصبح رميم وبعض العظام مازالت حديثة، تسألت بصوت مرتفع محدثًا نفسي:
- خمن عدد الجثث التي قتلت هنا؟

لم أجد تفسير لكل ذلك لكنني أقسم عندما أجد من فعل ذلك سوف أجعله يدفع الثمن، يجب أولاً أن أخذ ألينور من هنا، نظرت إلى الاصفاد حول معصمي ثم تأففت في ضيق وصعدت إلى الأعلى للبحث عن ليلى عليها فك تلك القيود فلا يوجد وقت لمثل هذا الهراء.

عندما صعدت وجدت أحد المحاربين يهرع في اتجاه ليلى ثم صاح:
- بيتا عندما حاولنا العودة لأراضي القطيع وجدنا محاربين قطيع ألفا جوان قد عادوا لمحاصرة أراضينا..

يبدو أنني لن أتخلص من تلك الاصفاد قريبًا، ربما كان من الأفضل أن اتقبل الهزيمة أو أن اتقبل رفيقتي لم تكن ليلى نقطة ضعف بل كانت نقطة قوة لولها لما كنت في تلك القرية الآن ولكن قوتها تجعلها أكثر خطورة، بهذه القوة لا يمكنها تدميري فقط ولكن قطيع بأكمله، عليا معرفة لأي مدى تصلح ليلى أن تكون لونا قبل أن أدخلها لقطيعي ولكن أولاً يجب أن أعود للتفاوض من أجل السلام ثم ايجاد مرتكب هذه الجرائم، حدقت في عيناي ليلى التي ترمقني بكره لتردف:
- لا يمكنني أن أثقك بك مجددًا..

يتبع...

حرب الرفقاء (ليلى والذئب)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن