الفصل السادس: جريمة قتل ج2

893 162 188
                                    


جوان

نظر إلياس إلي وقال:
- جلنار تقول أن زوجة جاما نيسلون قُتلت أمس..

تفرست في ملامح وجهه بحثاً عن أي شئ يشير لأنه يمزح، لقد قابلت نيلسون في صباح اليوم للإتفاق معه على الإعتناء بشؤون القُطعان حتى نعود للعاصمة لكنه لم يقل أي شئ عن زوجته،أكمل إلياس بعد أن جلس مقابلاً لي:
- لم يكتشفوا جثمانها إلا في الظهيرة.. بعد أن غادرنا..

قال ألفريد:
- ألا يعيش نيلسون مع زوجته في نفس المنزل.. كيف لم يكتشف موتها في المساء؟

قال إلياس:
- وفقا لما تم إخباري به بالرغم من أن زوجة نيلسون معتادة على إعداد الفطور له يومياً إلا أنها كانت غاضبة منه ،لذلك باتت في غرفة منفصلة، وفي الصباح اعتقد نيلسون أنها لم تعد الفطور لأنها غاضبة منه..

تنهدت وأنا أشبك يدي أمام صدري مفكراً في هذه المعضلة، جريمة قتل داخل أراضي قطيعي والمقتولة زوجة جاما، وهناك أيضاً حالات الاختفاء في هذا القطيع التابع لنا، وظهور رفيقتي التي لم أرغب في أن تظهر أبدا وأول شئ تفعله عند ظهورها هو فتح جرح برأسي، وهذا ما لم يكن في مقدور أي شخص آخر فعله، هل ذئبها قوي أم ذهولي هو الذي جعلها تتمكن مني، قطع ألفريد شرودي قائلاً:

- هذا الرجل المسكين أصبح وحيداً مات طفليه منذ زمن بعيد والأن زوجته..

بدل إلياس عبوسه بإبتسامة وهو يقول:
- من المؤكد أن نيلسون يحتاجنا في العاصمة الأن، يجب أن نأخذ الأمر على أنه إشارة للعودة والتخلي عن فكرة محاصرة قطيع ضي ال...

قاطعته وأنا أصيح بغضب جاعلاً كلاً من إلياس وألفريد ينتفض:
- لااااا..

بعد صمت لم يستمر لدقيقة برر إلياس بصوتٍ خافت:
- لم أقصد التخلي عن هذه القضية نحن بالفعل لدينا نصف فريق التحقيق هنا سوف نتركهم يعملون على الأمر دون حرب..

- إنها رفيقتي..
أخبرتهم ليسألا في صوتٍ واحد:
- ماذا؟؟

تابعت وأنا أشير لرأسي:
- الذئب الذي أفتعل بي ذلك..إنها رفيقتي ..

ليقول ألفريد في إندفاع بينما تضيء عيناه في سرور:
- حقاً، كان ذئبها جميل هل الفتاة جميلة أيضاً ؟

رمقته بغضب وأنا أقول:
- شكل رفيقتي ليس من شأنك.. ولا حتى شكل ذئبها..

وقف إلياس فجاءةً وهو يقول:
- هل مازلتْ فكرة التخلص من رفيقتك في رأسك، هل لهذا السبب تريد حصار قطيعها..

تابع حديثة وهو يسير في اتجاهي محركاً سبابته بتحذير:
- إياك، إياك أن تقتل رفيقتك هذا قد يضعفك..

سألته:
- ما إن كان لها يد في قضايا الاختفاء؟

- لا أعتقد أن للأمر علاقة بها..

أرجعت ظهري للخلف ووضعت قدماً فوق الآخرى ثم تحدثت:
- أريد أن أحكم أرضهم أولاً من أجل تسهيل التحقيقات علينا وأيضاً سوف تكون تحت يدي بعد ذلك أفعل بها ما أريد قتلها نفيها أو رفضها ..

عقب إلياس:
- يجب أن تضع الزواج كخيار أيضاً..

- هذا صعب أنتَ تعلم أن رفيقة أبي كانت سبب ضعفه.. أنا لا أريد نقاط ضعف، يجب أن أتعلم الدروس..

تابع إلياس:
- على الأقل لا تنتقم من أمك في رفيقتك، أنا أثق بك، أنت قائد حكيم..

- أعلم بالطبع أنني قائد حكيم ورائع..

قال إلياس وهو يلف عيناه في إزدراء:
- أنت قائد مغرور.. جداً..

قال ألفريد:
- ماذا عن قتل زوجة نيلسون؟

- لدينا نصف فريق التحقيق في العاصمة سوف يهتمون بقضية قتل زوجة نيلسون..

سأل إلياس:
- ماذا عن إدارة شؤون القطيع من المفترض أن نيلسون منهار الأن ..

نظرت إلى ألفريد وأن أقول:
- هل يمكنك، أنت تعلم لا يمكنني إرسال إلياس، لا يسير ألفا بدون بيتا..

أعرض ألفريد:
- لا، لا يمكنني أنا رجل حرب سأظل هنا لن أعود للعاصمة بدونكما، ثم يجب عليك إيجاد خليفة لمنصب جاما إن نيلسون في العقد السابع من عمره يجب أن يتقاعد..

قهقهت وأنا أقول:
- إذا سمعك نيلسون سيقُتلك ..

قاطع إلياس قائلاً:
- جوان، فلننقل إدارة شؤون القطيع إلى هنا بصورة مؤقتة..

لهذا السبب لا يجب أن يسير ألفا بدون بيتا دائما ما يكون إلياس هو صوت العقل عندما أغفل، دوى صوت جرس المنزل ليخرج ديفين من المطبخ قائلاً:
- هذا على الأرجح الطبيب..

قال إلياس:
- بمناسبة الطبيب، جلنار أصرت أن تأتي غداً مع الفريق الطبي ولكنني لن أسمح لها بالإقتراب من أي حرب حتي لو لزم الأمر حبسها هنا في منزل ديفين..

- لماذا منزلي..

مازالت جلنار تلاحق إلياس في كل مكان خشيةً عليه مثل الطفلة التي تخاف فقدان أبيها، رغم أنها تصغره بخمس سنوات فقط إلا إن إلياس أعتنى بها منذ موت والديهما في حادث سير حينما كان في السادسة عشر من عمره فقط، وحتى الأن هو عائلتها الوحيدة لذلك كلاهما يحمي الآخر بقوة، يكفي فقط أن تعلم أن جلنار أصبحت طبيبة حتى تتمكن من معالجة أخيها إن مرض أو أصابه مكروه خشية عليه أن يذهب في حادث مثل والديها، لم تجد جلنار رفيقها بعد ولا حتى إلياس.

يتبع...

حرب الرفقاء (ليلى والذئب)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن