حرب الرفقاء (ليلى والذئب)

الفصل الثامن: روبن هود ملك اللصوص

ليلى

بعد أن فر رفيقي هارباً شعرت بقلبي ينقبض في حزنٍ بالغ، لا أعلم هل هذا بسبب فراره أم لأنني أذيته ولكنه استحق على ما فعله بأبي.

بعد ذلك وصل إلينا الرجل مفتول العضلات والذي اكتشفت لاحقاً أنه جاما القطيع، مع المزيد من المحاربين قاموا بحمل المصابين لمنزل جدي أو منزل القطيع فمن لا يمتلك منزل في القطيع يمكنه العيش في منزل جدي الضخم.

استدعى جدي طبيب القطيع وجاءت سارة لمساعدته، فهي قد اعتادت العمل كممرضة عندما كنا في الخارج، طمأننا الطبيب على الجميع وقال إن الإصابات غير بالغة خصيصي مع قدرة المستذئب على الشفاء السريع.

بعد ذلك دخلت مع أمي للغرفة التي يستريح فيها أبي للأطمئننان عليه، وجدناه مستيقظ جالساً على السرير يريح ظهره على الوسادة خلفه، عندما استشعر دخولنا نظر إلينا ثم ظلت عيناه ثابتة على وجهي وهو يردف بصوتٍ متقطع:
- ليلى هل..هل أنتِ؟

جسلت أمي بجواره وضمت يده اليمنى بين يديها ثم قالت بصوتٍ هامس:
- إيوان، هل أنت بخير؟ أمازال هناك ألم؟

أجاب وهو يمسد على رأسها بيده اليسرى:
- بخير حبيبتي، إنها مجرد جروح سطحية..

ثم التفف ببصره نحوي، وكانت نظراته تحمل شيئاً من الفخر وهو يقول:
- لقد أنقذتني ليلى، أنقذتنا ليلى..
نظرت أمي إلي في تعجب وهى تسأل:
- ليلى، لكن كيف؟

قال أبي موجها حديثه لي:
- لماذا لم تخبريني بأن لديك ذئب، كان من المفترض أن تكوني ألفا الأن، لقد هزمتي ألفا أقوى مني حتى..

- ليلى لديها ذئب..
قالت أمي بنبرة تحمل السعادة والتعجب، ليعُقب أبي على قولها:
- ليس فقط ذئب بل ذئب ألفا قوي..

بررت قائلة:
- لم أتحول سوى في عامي الثالث عشر، أردت تأجيل إخبارك حتى لا تعجل من عودتي..

قالت أمي بنبرة استفهام وهى تنهض لتقترب مني:
- لم ترغبي في العودة..

أجابتها بصوتٍ خافت:
- كنت أرغب في دراسة الطب، أعلم أنني لو عُدت من أجل منصب ألفا كان سيتوجب علي دراسة الإدارة والتدرب على القتال، ولكنني في النهاية رجعت إلى الوطن مبكراً..

قالت أمي بنبرة حنونة وهم تضم خدي بين يديها:
- ولكنكِ الأحق بأن تكوني الألفا..

فكرت ملياً ثم قلت:
- القطيع أصبح لديه ألفا الآن لا داعي للحديث في هذا الأمر، أيضاً يجب علي أخباركم شيئا آخر..

ثم تحركت للجلوس على الأريكة المقابلة للسرير وعادت أمي للجلوس بجوار أبي وكلاهما ينظران إلي في انتظار ما سأخبرهم به، لأبدأ حديثي قائلة:

- في الحقيقة هناك أمران، الأول هو أن ذئبي ليس فقط ذئب ألفا قوي بل ذئب أسطوري يمتلك طفرات في الجينات متطورة..وليست طفرة واحدة فقط كما حدث مع جد جدي بل الأمر أشبه بإسطورة الملوك السبعة التي دائماً ما أعتقدنا أنها مجرد قصص يحكيها المستذئبين لأطفالهم.