النبي ﷺ متشبه بالنساء!

49 24 0
                                    

• كتاب : مختصر الكلام في الدفاع عن الإسلام
• الموضوع : النبي ﷺ متشبه بالنساء

وشبهتنا الجديدة المتداولة تقول:

«ورد في السنة النبوية أن هناك حديثين صحيحين يثبتان أن النبي ﷺ يرتدي ثوب السيدة عائشة رضي الله عنها وهذا يعني أنه مخنث...ورغم هذا فهو يلعن المتشبهين بالنساء والذين يرتدون ملابسهم!»

حسنا لنرى

الحديثان الصحيحان اللذان يتحدث عنهما الكافر هنا موجودان فعلا وسأعرضهما فرادى كي أتفصل في شرحهما لكم أحبتي

الحديث الأول يقول:

عن صحيح مسلم : {أن أبا بكر استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على فراشه، لابس مرط عائشة. فأذن لأبي بكر وهو كذلك. فقضى إليه حاجته ثم انصرف. ثم استأذن عمر. فأذن له وهو على تلك الحال فقضى إليه حاجته. ثم انصرف. قال عثمان : ثم استأذنت عليه فجلس. وقال لعائشة : اجمعي عليك ثيابك}

اشكاليتنا هنا تكمن في جملة "لابس مرط عائشة"

فتقول الشبهة هنا أن "مِرْط عائشة" هي شيء من ملابسها...نعم هم يظنون أن كل شيء تملكه امرأة فهو شيء نسائي بالضرورة

وللرد على شبهة أولئك علينا التوجه لشرح معنى كلمة "مِرط"

وقد جاء في القاموس أن المِرْطُ هو : كساءٌ من خزٍّ أَو صوف أو كَتَّان يُؤتَزر به وتتلفَّعُ به المرأْة والرجل على سواء

أي هو تقريبا مثل الشال يوضع على الرأس والكتفين

أما عن مصطلح "لابس" فيقول العرب "لابِس" إذا وضع الشيء عليه أو جلس عليه...أي كان ملتحفاً بالمِرط أي مكتسيا به وواضعا إياه عليه...وهذا ما يفسر فعله ﷺ "لابس مرط عائشة" وليس مرتديا فستان مبهرجا ورديا كما تبادر لذهن البعض

المرة القادمة قبل أن يطرحوا مثل هذه الشبهات عليهم أن يعلموا أن اللغة العربية غنية بمفاهيمها ومصطلحاتها

أما الحديث الثاني:

يقول فيه رسول الله ﷺ لأم سلمة مرويا على لسان السيدة عائشة رضي الله عنها : {لا تؤذيني في ‏ ‏عائشة ‏فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا ‏ ‏عائشة}

وهنا مشكلتهم تكمن في جملة "وأنا في ثوب امرأة"

وحرف "في" هو الذي يسبب لهم سوء فهم بسبب ضعفهم اللغوي...فقد قال فرعون عن السحرة : ﴿وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ﴾ *طه 71* وطبيعي أن لا يقول عاقل أن السحرة صلبهم فرعون فى داخل النخل! بل "في" هنا تعنى على النخل

الأمر الآخر لكي نفهم معنى "في ثوب عائشة" هو البحث عن القصه بكل ملابساتها وظروفها في أحاديث أخرى ليتضح لنا المقصود والمعنى...وهذا هو عين العقل وضمير الباحث عن الحقيقه مع الدراية باستخدام العرب للألفاظ فى مواقف لتدل عن معنى في ذهن المحاور وإليكم الآن حديثا آخر:

يقول الحديث مرويا على لسان السيدة عائشة رضي الله عنها {يَا أُمَّ سَلَمَةَ لاَ تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ فَإِنَّهُ مَا أُنْزِلَ عَلَي الْوَحْي وَأَنَا فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرَهَا}

أوووووبس! هنا يتبين لنا أن الثوب الذي قصده النبي ﷺ لم يأتي بمعنى الثوب الذي نصطلح عليه نحن في عصرنا بل هو بمعنى لحاف وهو الغطاء أو الستره لأن كل نساء النبي لهن ستره ولكن لم يأتي الوحي للنبي ﷺ إلا فى بيت عائشة وهذا لفضلها رضي الله عنها

ومفهوم الحديث أجمع لمن لم يفهم أن الوحي كان يأتي للنبي ﷺ وهو نائم في فراشه مع عائشة طبعا دون وضعية الجماع عافانا الله...وليس بينما يرتدي فستان عائشة الوردي المزين باللمعان والزينة كما يتخيله الكفار

مراجع معتمدة في البحث : منتديات الفرقان الدعوية

بثينة علي

مُخْتَصَرُ الكَلَام فِي الدِّفَاعِ عنِ الإسْلَام!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن