تحريف القرآن

38 19 0
                                    

• كتاب : مختصر الكلام في الدفاع عن الإسلام
• الموضوع : تحريف القرآن

تقول الشبهة:

«ظهرت منذ سنوات طويلة في كتب بعض العلماء المسلمين سورة قرآنية تسمى "سورة الولاية" ولكن حين نتفقد المصاحف الحالية لا نجد أي أثر لها...سؤالي هو لو كان القرآن محفوظا من التحريف والضياع مثلما يقولون فلماذا ضاعت هذه السورة ولم يتم تضمينها في المصاحف؟ ولو لم تكن سورة حقيقية فحين نقرؤها نجد أنها تتشابه مع سور القرآن وهذا يعني بطلان التحدي الذي تحدى به الله آل قريش بأن يأتوا بسورة مثل القرآن ولم يستطيعوا»

سمعت عن الأمر سابقا وفعلا ظهرت سورة تدعى سورة الولاية وسأنشر لكم مقطعا منها لتفهموا قصدي:

سورة الولاية

"يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالنبي والولي اللذين بعثناهما يهديانكم الى صراط مستقيم * نبي وولي بعضهما من بعض وأنا العليم الخبير * إن الذين يوفون بعهد الله لهم جنات النعيم * والذين إذا تليت عليهم آياتنا كانوا بآياتنا مكذبين * إن لهم في جهنم مقاما عظيما إذا نودي لهم يوم القيامة أين الظالمون المكذبون للمرسلين، ما خالفهم المرسلين إلا بالحق وما كان الله ليظهرهم الى أجل قريب * وسبح بحمد ربك وعلي من الشاهدين"

بمجرد قراءتكم لأواخر الآيات ستلاحظون أنها تذكر الصحابي الجليل ابن عم الرسول "علي ابن أبي طالب" عليه السلام...ونعم ما تبادر لذهنكم صحيح...هذه السورة تناقلها بعض الشيعة فيما بينهم...وركزوا جيدا على كلمة "بعض" لأن أغلب الناس يتهمون الشيعة بأنهم أضافوا هذه السورة لمصاحفهم...لكن بعد أن بحثت عن الأمر تبين أنه خاطئ ولا وجود لهذه السورة في طبعات مصاحفهم بل لديهم نفس السور التي لدينا

بالنسبة للادعاء الأول في الشبهة والذي يقول أن القرآن ليس محفوظا من التحريف أو الضياع فقد أدحضه الله تعالى بقوله:

﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ *الحجر 9*

فالقرآن محفوظ من التحريف والزيادة والنقصان وأحكامه كاملة ولا يمكن أن يكون جامعوه قد نسوا آية أو سورة منه أثناء الجمع فلكل آية فائدة وحكمة ولولا ذلك ما نزلها الله أساسا

وثانيا أن القرآن قبل أن يتم جمعه في مصحف مرتب فقد كان الناس يحفظونه وعددهم ليس واحدا او اثنين بل هم عشرات أو مئات وينتشرون حول العالم...لذا مستحيل أن يضيع أو يحرف...فلو نسي واحد منهم فسيتذكر الآخر...لذا فرصة ضياع ولو كلمة منه هي صفر بالمئة

أما الادعاء الثاني والذي يقول بأن سورة الولاية قد فازت بالتحدي الذي تحدى به الله الناس بأن بأتوا بسورة واحدة من القرآن فهو ادعاء مضحك ههههههه...أي شخص تربى وترعرع في بيئة عربية سيدرك فورا أن هذا الهراء ليس قرءانا أبدا...بدءا من اللغة المضروبة إلى الكلام الذي لا لازمة له إلى جعل علي عليه السلام شاهدا على تسبيحنا لله وهذا أمر غريب!

ودون ذكر التسلسل المضحك للآيات...بحيث كل آية تقفز لموضوع مختلف...ونحن نعلم أن القرآن حين يحكي عن واقعة معينة فهو يستغرق بضع آيات للتفصيل في الموضوع...لكن سرعة قفز كاتب سورة الولاية من موضوع لموضوع تثير الشكوك والسخرية أيضا...لا يوجد أي ترابط بين الآيات من ناحية الحكمة

هذا ونرى أن لغة السورة بسيطة وسلسة وهذا شيء يناقض القرآن...فالقرآن لغته قوية وفيه مفردات فصحى نحتاج لللجوء للمعاجم لنفهم معناها...وكأبسط مثال قوله تعالى ﴿إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا﴾ فما هو القمطرير؟ هل هو كلمة بسيطة نستعملها كل يوم أم هي كلمة في قمة البلاغة؟

وبعيدا عن اللغة فالقرآن فيه إعجاز علمي وفلكي ورياضي وتاريخي وليس مجرد كلام تلصقه ببعضه لتحصل على سورة...فأنت بحاجة للكثير من الاطلاع والتطور لكي تأتي بجزء صغير منه لما يحتويه من إعجاز...فالله عندما تحدى آل قريش تحداهم تحديا شاملا وليس مجرد تحدٍ لغوي...رغم أنهم فشلوا حتى في التحدي اللغوي

عثرت على سورة أخرى أيضا تدعى سورة النورين وقد ظهرت في نفس الوقت الذي ظهرت فيه سورة الولاية ولا أريد أن أضيع وقتكم في قراءتها فهي طويلة قليلا ولكن سبحان الله بمجرد أن قرأت الآية التالية عثرت على اسم علي:

"وإن عليّا لمن المتقين * وإنا لنوفه حقه يوم الدين * وما نحن عن ظلمه بغافلين * وكرمناه على أهلك أجمعين * وإنه وذريته لصابرون * وإن عدوهم إمام المجرمين"

ومن كلمة علي مفروض أن نفهم كل شيء ههههه بعض من الشيعة وضعوا هذه السور لإثبات ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام بعد الخلاف الذي حصل حول كونه هو الخليفة بعد رسول الله ﷺ أم أنه عثمان بن عفان...وطبعا الموضوع أطول من أن أشرحه لكم في هذا الفصل ويمكنكم البحث عنه بأنفسكم...إن فيه الكثير من الآراء


وكإضافة أخيرة أحبائي فلو فتحنا غوغل وكتبنا سورة محرفة فستظهر لنا عشرات السور مثل "سورة كورونا" و "سورة المسلمون" و "سورة الكتاب" وما شابه ذلك...ومن الغباء الكامل أن يأتي أي كافر ويقول لي ها قد اخترعت سورة وفزت بالتحدي أو هاهي سورة تشبه القرآن...فأنا قد قرأت جميعها بالفعل وما أتفهها تركيبا ونحوا وصرفا وإعجازا وبلاغة ولفظا...وأي شخص يحفظ ولو حزبا واحدا من القرآن سيدرك أنها لا تمت للقرآن بِصلة...فلا تنخدعوا بالغباء الذي يحصل في وقتنا

صحيح أن سورة الولاية وسورة النورين ظهرتا منذ مئات السنوات وتم تناقلها في كتب بعض الشيعة ولكن على طالب العلم المسلم أن يفهم أنه مثلما يوجد الآن كاذبون ومنافقون ومزورون في الإنترنت ففي قديم الزمان أيضا كان هناك كاذبون في نقل العلم والحديث...وبالفعل قد حذر منهم العلماء كالبخاري ومسلم ويمكن التعرف عليهم ببساطة بمجرد ضغطة زر

بثينة علي

مُخْتَصَرُ الكَلَام فِي الدِّفَاعِ عنِ الإسْلَام!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن