• كتاب : مختصر الكلام في الدفاع عن الإسلام
• الموضوع : الإسلام حلل السبيوالشبهة التالية تقول:
«إن كان الإسلام دين رحمة حقا فلماذا حلل سبي النساء كما نرى هذه الأيام في سوريا وإيران؟ ولماذا كان لدى النبي ﷺ وأتباعه سبايا وجاريات؟»
أولا سأشرح لكم ما هو السبي
السبي هو غنيمة الحرب من نساء يأخذهم المسلمون ليصبحوا من ملك اليمين أي يخدمونهم ويمارسون معهم الجنس...وقد كان مسموحا به في زمن الرسول بالفعل وكان له ﷺ سبيتان
أما الجارية أو ملك اليمين بمصطلح آخر فهي امرأة عادية يتم بيعها في السوق مثل السلعة وقد تكون من السبايا وقد تكون امرأة عادية أو بنتا لشخص ما قام بعرضها في السوق
لكن ما يجهله الملحدون...أو يتظاهرون حوله بالجهل هو أن السبي كان عرفا دوليا في وقته ﷺ أي أن الأمم كانت من قبل تتعامل بالسبايا وليس الإسلام من أتى به
وكانت السبية والجارية وقتها تعامل أسوأ معاملة من تعنيف وأشغال شاقة واغتصاب عنيف بالإكراه وعرض أمام الضيوف ليستمتعوا بها وما شابه ذلك
وعندما جاء الإسلام حاول التخلص من السبي والجواري لكن شيئا فشيئا وليس دفعة واحدة
فبخصوص السبي ففي البداية كان مسموحا...ثم بدأت تظهر القواعد ومنها:
-أن تكون السبية كافرة (أي لا يحل سبي المسلمة)
-أن تكون غنيمة حرب (أي كعقاب لها تصبح سبية لأن زوجها أو والدها كانا طرف نزاع في الحرب وقاتلا المسلمين وممن دمروا وسفكوا الدماء)ولم يتعامل الإسلام مع السبية على أنها سجينة ذليلة بل أعطاها حقها واحترمها وأمر بمعاملتها معاملة جيدة وعدم تكليفها بأعمال شاقة وجعلها مثل الزوجة تقريبا تلبس كما يلبس صاحبها وتأكل ما يأكل وتعيش معززة مكرمة
ثم شيئا فشيئا نزلت آيات في القرآن الكريم تشجع على عتق السبايا و الجاريات وتركهم في حالهم وجعلها الله من أقرب الأعمال له ولها أجر عظيم كما في قوله تعالى:
{فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ} *سورة البلد 11-12*
وقد ورد في كتب علمائنا أن الرسول ﷺ أعتق ثلاثة وستين نفسا بعدد سنوات عمره الشريف إحداهم السيدة صفية بنت حيي التي تزوجها لاحقا...وأعتقت زوجته السيدة عائشة رضي الله عنها وحدها سبعة وستين عبدا وجارية بعدد سنوات عمرها أيضا...وأعتقت السيدة خديجة بنت خويلد زوجة النبي ﷺ عشرات من العبيد والجواري قبل وبعد الإسلام رضي الله عنها...وأعتقت السيدة أم سلمة عشرات العبيد رضي الله عنها...والثابت من حديث البخاري عن جويرية أنه ﷺ : {لم يترك عند وفاته درهمًا ولا دينًارا ولا عبدًا ولا جارية}...وهذا وحده كافٍ للرد على أولئك الحاقدين الذين لا يفهمون (أو يتجاهلون عمدا) كل تلك المواقف التحريرية الخالدة في السيرة العطرة لرسول الله ﷺ
وهو ﷺ يعتبر نفسه بشرا مثلنا يحب شهوة النساء والطعام وما ذلك وهو لم ينكر أبدا طبيعته البشرية لكن رغم ذلك أعتقد الكثير من السبايا والجاريات لوجهه سبحانه وتعالى
وشيئا فشيئا اختفى السبي وذلك فقط بفضل جهود الإسلام والنبي ﷺ
وبالنسبة للجارية ماريا القبطية فقد ظلت مع النبي ﷺ وأنجبت له إبراهيم ولم تُعامل أبدا معاملة العبيد بل كان لها بيت منفصل والنبي ﷺ يصرف عليها وهذا أمر طبيعي كونها كانت موجودة في وقت السبي لكن الأهم ما حصل لاحقا بفضل الإسلام
أقول وأكرر ماريا كانت سبيته في وقت كان فيه اتخاذ السبايا جائزا مفهوم؟
ووددت التحدث عن شيء آخر مهم في الأخير وهو التكافؤ...فلو تتبعنا منطق الكفار بأن يكون الإسلام دين سلام ولا يتعامل بالسبايا فسيكون هناك ظلم في أحد طرفي النزاع...بحيث الكفار يأخذون سبايا المسلمين ويفعلون بهم ما لا تحمد عقباه أما المسلمون فلا يبادلونهم بالمثل فيبقى الكفار سالمين غانمين وهكذا يصبح الوضع ظلما لنا لا يتقبله عاقل...وكلنا نعلم أن العين بالعين والسن بالسن
وأخيرا وليس آخرا فإن ما نراه من مظاهر في وقتنا الحالي من خطف للفتيات والنساء من بيوتهن وسبيهن في سوريا واليمن وإيران وغيرها لا يمت للإسلام بِصلة...تلك طائفة متطرفة تأخذ من الدين ما يعجبها وتفهمه بالطريقة التي تخدم مصالحها
والغبي فقط من يصدق أن جزءا واحدا متطرفا من المسلمين يمثل المسلمين كافة...الإسلام بريء منهم وموقفه واضح وصريح تجاه السبي بأنه حاربه على مراحل حتى اختفى نهائيا ولله الحمد
حتى عند الغرب عندما يقوم رئيس أو مواطن بعمل لا أخلاقي فالجميع يصرخون "إنه لا يمثل إلا نفسه" لكن سبحان الله حين يتعلق الأمر بالإسلام فكل المسلمين متشابهون وسيؤون ويعشقون سبي النساء واغتصابهن
حرفيا ازدواجية معايير
بعض المصادر : موقع سطور + موقع صيد الفوائد
بثينة علي
أنت تقرأ
مُخْتَصَرُ الكَلَام فِي الدِّفَاعِ عنِ الإسْلَام!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
Espiritualهذا الكتاب يجمع الشبهات الواهية التي يستخدمونها لتضليل المسلمين والبشر أجمعين...ولو بحثت قليلا لأدركت أن حججهم مجرد خدع ومغالطات غير منطقية أقنعوك بها من خلال معرفتهم بجهلك...ادخل الكتاب وتثقف لكي لا يقدر على خداعك أحد • التصنيف : ديني، توعية، ثقافي...