امرأة وهبت نفسها للنبي

52 19 0
                                    

• كتاب :  مختصر الكلام في الدفاع عن الإسلام
• الموضوع : امرأة وهبت نفسها للنبي

تقول الشبهة:

«في دينكم هناك آية تسمح لنبيكم ﷺ بالزواج من أي امرأة تهب نفسها له من دون مهر أو شروط زواج كالبقية...هذا دليل على أن القرآن ليس من عند الله بل وضعه محمد ﷺ ليخدم مصالحه وليحصل على زواج متعة ويكون مع العدد الذي يريده من النساء...كما أنه نبي شهواني وقرآنه شهواني فقد جعله مليئا بالكلام عن النكاح والشهوة»

هذه شبهة جيدة برأيي ولكن لنتعمق فيها أكثر

نعم كما قال صديقنا هنا ففعلا هناك آية قرآنية عن زواج محمد ﷺ من امرأة وهبت نفسها له ومسموح له الزواج من دون مهر وبأوامر إلاهية وهذا ما سُمح به لمحمد ﷺ وحده ولم يسمح به لباقي الخلق

قال الله تعال : ﴿...وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۗ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ *الأحزاب 50*

وهذه الآية نزلت في سياق امرأة عرضت نفسها للزواج من النبي وكانت القصة كالآتي:

قال الإمام أحمد :{حدثنا إسحاق، أخبرنا مالك، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله ﷺ جاءته امرأة فقالت : يا رسول الله، إني قد وهبت نفسي لك. فقامت قياما طويلا فقام رجل فقال : يا رسول الله، زوجنيها إن لم يكن لك بها حاجة. فقال رسول الله ﷺ : " هل عندك من شيء تصدقها إياه"؟ فقال : ما عندي إلا إزاري هذا. فقال رسول الله ﷺ : "إن أعطيتها إزارك جلست لا إزار لك، فالتمس شيئا". فقال : لا أجد شيئا. فقال : "التمس ولو خاتما من حديد" فالتمس فلم يجد شيئا، فقال له النبي ﷺ : "هل معك من القرآن شيء؟" قال : نعم; سورة كذا وسورة كذا -لسور يسميها- فقال له رسول الله ﷺ : "زوجتكها بما معك من القرآن"

قد يقول أعداء الدين أن هذا لا يعتبر زواجا حتى لأنه اختل فيه ركن من أركان الزواج وهو "غياب الصداق أو المهر" لكن لو تأملنا في الآية القرآنية سننتبه أن لفظة "يستنكحها" تدل أن هذه العلاقة ما تزال في إطار الزواج الحلال أي لا يمكننا أن نسميها زنا...فالنكاح في اللغة هو الزواج ولو شاء القرآن أن يجعل هذه العلاقة في إطار شهواني خارج الحلال لاستخدم لفظة أخرى مثل "يزني بها" "يضاجعها" "يستمتع بها" وما شابه ذلك فليس هناك أدق من القرآن في وصف مصطلحات اللغة العربية

وسيأتي شخص آخر ويقول "هذا الزواج بدون شهود فهذا يعني أن النبي ﷺ سيجعل من تلك المرأة مجرد وسيلة متعة ثم يرميها ويشهد زورا أنها ليست زوجته ولم يراها في حياته حتى لو حملت منه"...وهنا ردي عليه هو أن القرآن كان شاهدا كافيا على هذا الزواج فالمرأة المذكورة نزلت فيها آية كاملة وهل هناك أشهد من القرآن؟

وكرد على الذين يقولون أن محمد اخترع القرآن ليخدم مصالحه الشخصية سأطرح السؤال التالي

هل تزوج النبي ﷺ حقا تلك المرأة التي وهبت نفسها له؟

الإجابة : لا لم يفعل

وهل تزوج أي امرأة أخرى وهبت له نفسها؟

الإجابة : أيضا لم يفعل

إذًا كيف يعقل أن محمد ﷺ قرر وضع آية تخدم مصالحه باسم الله ولكن لم يستخدمها؟ هل هو منطقي لكم؟

أي بشري طبيعي ذو شهوة عالية يتبعه الناس كمحمد ﷺ كان ليستغل تلك الآية لصالحه ويتزوج ما يريد من النساء دون مهر أو شهود بل ويتزوج المئات منهن دون مبالاة...لكن محمد ﷺ لم يفعل ذلك رغم أنه استغلال عظيم لمنصبه

هذا يدل أنه ﷺ ليس من وضع تلك الآية بل هناك جهة عليا تأمره وهي من أعطته هذه الصلاحية له وحده لأنه شخصية مميزة...ومحمد ذكر أنه عبد لله تعالى وحده لذا فواضح أنها أوامر إلاهية بحتة

ومن يستغرب من هذه الميزة التي منحت للرسول ﷺ وحده فليتذكر أنه خير خلق الله وهو الذي حمل عبء الرسالة الإسلامية كما لم يتحمله أحد ونشر الخير والسلام والأخلاق في العالم وما يزال ينشرها رغم أنه مات قبل عقود...لذا لا عجب أن يمنحه الله ميزات لم يمنحها لأحد

أما فيما يخص موضوع آيات النكاح فبعد بحثي وجدت أن عدد الآيات التي تحدثت عن النكاح بحد ذاته هي 19 آية (✪‿✪) وعدد آيات القرآن الكاملة هي 6236 آية...لذا لو حسبنا النسبة المئوية من خلال إجراء العملية

6236 × 19 ÷ 100 فسنجد المجموع هو 1.84 ٪ (◉‿◉) وهذه نسبة قليلة جدا كما أرى

ثم لا أعلم لماذا يفترض الكفار أن الزواج أو الجانب العاطفي والجنسي من البشر هو عيب أو شيء غير مهم للكلام عنه...هذه سخافة...القرآن يغطي كل جوانب الحياة بأحكامه والحياة الزوجية واحدة منها لذا لا عيب في الكلام عنها

فإن كان الزواج شيء غير مهم لك يا كافر فكن رجلا شاطرا ولا تتزوج طول حياتك (◉‿◉)

بثينة علي

مُخْتَصَرُ الكَلَام فِي الدِّفَاعِ عنِ الإسْلَام!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن