شهادة المرأة في الإسلام

51 22 3
                                    

• كتاب : مختصر الكلام في الدفاع عن الإسلام
• الموضوع : شهادة المرأة في الإسلام

تقول شبهتنا الجديدة:

«الإسلام يظلم المرأة في مسألة الشهادة فقد جعل شهادتها ناقصة ويجب أن يكون هناك امرأتان تشهدان معا لتقبل شهادتهما مقابل شهادة الرجل...فمثلا لو افترضنا أنها أمسكت زوجها يخونها مع امرأة أخرى فلا تقبل شهادتها إلا إذا أتت بشاهدة أخرى معها...أما إن شهد الرجل على امرأته أنها خائنة حتى لو لم تخن فستقبل شهادته»

انتشرت فكرة غريبة بين الكفار فأصبحت متداولة بينهم وأصبحوا يطرحونها على المسلمين معتبرينها زلة على الإسلام ومعتبرينها الدليل على أن الإسلام دين ذكوري بحت...وهذه الفكرة هي فكرة أن شهادة المرأة نصف شهادة الرجل في المحاكم...وطبعا المثال المذكور في شبهتنا بالأعلى هو أبسط دليل على ذلك

لكن هذه الشبهة لم تكن إلا شبهة ناتجة عن قصور في فهم القرآن وعدم تعمق في فهم الموضوع

فالقرآن الكريم ذكر عدة مواقف في شأن شهادة المرأة:

-الموقف الأول : أن شهادة المرأة هي نصف شهادة الرجل وقد ذُكر ذلك فقط في شهادة المرأة على الدين في قوله تعالى:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ۚ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ ۚ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ ۚ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا ۚ فَإِن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ ۚ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ ۖ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ﴾ *البقرة 282*

وهذا الموقف شديد الخصوصية لأن المرأة وقت نزول القرآن وخاصة في المجتمع آنذاك كانت في وضع مادي أضعف من الرجل وكان ذلك قد يكون له تأثير على شهادتها (أي أنه حكم مسبب كما جاء في قوله تعال : ﴿أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ﴾)

القرآن لم يقر أبدا على العموم بأن شهادة المرأة هي نصف شهادة الرجل...أما الآن فقد اختلفت الظروف فأصبحت المرأة لا تقل ماديا عن الرجل في أغلب الأحيان...ولذا فإن الحكم هنا يختلف باختلاف الظرف والزمان

-الموقف الثاني : أن شهادة المرأة أكبر من شهادة الرجل : ذكر القرآن ذلك في موقف اتهام زوج لزوجته بالخيانة الزوجية...وفي هذه الحالة فإن شهد الرجل خمس مرات بعملية الخيانة وشهدت المرأة نفس عدد المرات بأنها لم تخنه فإن شهادتها تفوق شهادته ويُأخذ بها

أي أنه في هذه الحالة فإن القرآن يقر بأن شهادة المرأة هي أكبر من شهادة الرجل لقوله:

﴿وَٱلَّذِينَ يَرۡمُونَ أَزۡوَٲجَهُمۡ وَلَمۡ يَكُن لَّهُمۡ شُہَدَآءُ إِلَّآ أَنفُسُهُمۡ فَشَهَـٰدَةُ أَحَدِهِمۡ أَرۡبَعُ شَہَـٰدَٲتِۭ بِٱللَّهِ‌ۙ إِنَّهُ ۥ لَمِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ (٦) وَٱلۡخَـٰمِسَةُ أَنَّ لَعۡنَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ إِن كَانَ مِنَ ٱلۡكَـٰذِبِينَ (٧) وَيَدۡرَؤُاْ عَنۡہَا ٱلۡعَذَابَ أَن تَشۡہَدَ أَرۡبَعَ شَہَـٰدَٲتِۭ بِٱللَّهِ‌ۙ إِنَّهُ ۥ لَمِنَ ٱلۡكَـٰذِبِينَ (٨) وَٱلۡخَـٰمِسَةَ أَنَّ غَضَبَ ٱللَّهِ عَلَيۡہَآ إِن كَانَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ﴾ (٩)*النور 6-9*


وهو بالضبط ما حدثنا عنه طارح شبهة اليوم في الأعلى...فهنا يقر الإسلام أن شهادتها تفوق شهادته مرتين فلماذا لم يقل أحد أن الدين أنثوي ويدعم المرأة أكثر من الرجل؟ طبعا لا أحد سيقول فهم يريدون إظهار هذا الدين على أنه ظالم للضعفاء والمرأة هي الحلقة الضعيفة في المجتمع

-الموقف الثالث : شهادة المرأة مساوية تماما لشهادة الرجل : ويقول تعالى عن صيام رمضان:

﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ *البقرة 185*

و"من" هنا تشمل الذكر أو الأنثى...فإن شهدت امرأة الشهر فعليها صيامه فلا فرق بين شهادتها وشهادة الرجل في هذه الحالة

فكما نرى فإن القرآن ذكر في حالة واحدة خاصة (الوصية وقت الوفاة) أن شهادة المرأة نصف شهادة الرجل وفي حالة أخرى (الاتهام بالزنا) تفوق شهادتها شهادته وفي حالة ثالثة (شهادة شهر رمضان) فإنهما متساويان تماما

وذلك يدل أن القرآن لم يقر أبدا على العموم بأن شهادة المرأة هي نصف شهادة الرجل كما يظن البعض...بل على العكس من ذلك تماما فقد جعل شهادتها أكبر من شهادته في أحيان أخرى بل وفي أمور أكثر خطورة وأهمية كما ذكرنا

مصادر معتمدة في البحث : موقع الحرة

بثينة علي

مُخْتَصَرُ الكَلَام فِي الدِّفَاعِ عنِ الإسْلَام!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن