الله لا يستجيب للدعاء

64 25 1
                                    

• كتاب : مختصر الكلام في الدفاع عن الإسلام
• الموضوع : الله لا يستجيب للدعاء

يقول الكافر:

«ألم يقل الله أنه يجيب دعوة الداعِ إذا دعاه؟ لماذا لم يستجب لآلاف المسلمين الذين يعانون ويدعونه في فلسطين؟ أو دعنا لا نذهب بعيدا...في حادثة سقوط الطفل المغربي ريان في البئر ألم يدعوه كل المسلمين معا فلماذا لم يستجب لهم وينقذ ريان؟ أين رحمته حين احتاجه طفل بريء عالق في ظلمات البئر؟»

نعم الله يجيب دعوة الداعي حين يدعوه ولكن ليس بطريقة مبالع فيها لتلك الدرجة

فتخيل أن أي أحد يدعوه قائلا : "يا الله إنني مريض فاشفيني" ففجأة يُشفى!

ثم يقول : «يا الله أريد رزقا وفيرا» فتظهر أمامه كومة من النقود مثل التي ظهرت في قصة علي بابا والأربعون لصا!

ثم يقول : «يا الله أريد سيارة فيراري» فتنزل عليه سيارة فيراري من السماء!

ثم يقول : «يا الله أريد مثلجات بالشكلاطة» فتنزل عليه ثلاجة كاملة من المثلجات!

تؤ تؤ تؤ هذا تفكير مبتذل ಥ‿ಥ⁩ أنتم هكذا تخلطون بين الله ﷻ وبين جنية أمنيات كلما طلبتم منها شيئا ينزل عليكم

الله لن يعطيك ما تريده بسهولة...بل سيختبرك ويختبر إيمانك به...فيتجاهلك مرة ومرتين وثلاث وحين يراك مصرا فقط يعطيك

وبالمناسبة الله على الأغلب لا يعطيك شيئا إلا إن كان الأمر من مصلحتك...فمثلا لو طلبت منه شيئا فهو سيرى معك...فإن كان ذاك الشيء سيئا لك ويجعلك تتوقف عن عبادته أو يأخذك لمنحى سيء فلن يعطيه لك...لكن إن رأى أنك ستستغله في شيء جيد فسيعطيه لك وبطريقة لم تكن تتخيلها

كمثال : طلبت من الله أن تفوز في اليناصيب...فلو كان الله يعرف أنك إن فزت بها ستصبح مغرورا وتستخدمها لأشياء سيئة كتعاطي الكحول والمخدرات والذهاب لأماكن ممنوعة فلن يعطيك

أما إن عرف أنك ستستغلها في بناء مؤسسات خيرية مثلا أو تزكي منها وتعطي للفقراء فسيعطيها لك دون أدنى شك

ولو لم يعطك فهو من باب الاختبار لا البخل

وأحيانا لا يعطيك دائما ما تريده بالضبط...بل يعطيك شيئا مختلفا يقود لنفس النتيجة

مثلا لو طلبت منه مليون دولار لن يعطيك إياها لكن سيعطيك نعمة الصحة التي إن فقدتها فسيكلفك الركض وراءها أكثر من مليون دولار

عليك أن تؤمن أن الخير دائما فيما اختاره الله

والآن لنعد لقصة ريان...يقول الملحد في الأعلى أن المسلمين أجمعين اجتمعوا ليدعوا لريان أن يخرج من البئر سالما لكنه لم يستجب لهم...لكن أنا أرى أنها رغم كونها حادثة مأساوية ومؤسفة فهناك حكمة منها...فالله أخذ ريان إليه لحكمة خفية لا يعرفها إلا هو...ربما سيكبر ويقوم بأفعال سيئة يؤذي بها الناس أو والديه لذا قبض الله روحه وهو بريء طاهر

والحكمة الظاهرة وهي أن ريان أصبح بطلا بين ليلة وضحاها ولولا موته لما أصبحت قضية الآبار المفتوحة حديث الساعة وقد تم لفت انتباه الجميع لخطورة الأمر وربما تم إنقاذ عشرات الأطفال في البلدان العربية من الوقوع في نفس المصير

ومن جهة قصة ريان لفتت انتباه الجميع لقصة فواز السوري الذي تم خطفه وتعذيبه وتهديد أهله في نفس الوقت وبهذا تدخلت السلطات وتم جمع التبرعات وإنقاذ الطفل والحمد لله

لذا يا رفاق كل شيء له حكمة دبرها الخالق العظيم وبما أن من صفاة هذا الإله الحكمة فلا يحق لنا التسرع في الحكم عليه

بثينة علي

مُخْتَصَرُ الكَلَام فِي الدِّفَاعِ عنِ الإسْلَام!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن