مُخْتَصَرُ الكَلَام فِي الدِّفَاعِ عنِ الإسْلَام!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)

قساوة بعض الأحكام الشرعية

• كتاب : مختصر الكلام في الدفاع عن الإسلام
• الموضوع : قساوة بعض الأحكام الشرعية

يقول السائل:

«مما أراه أن هناك بعض الأحكام الشرعية التي فيها ظلم للمرأة وأولها التعدد...فرغم أن له فائدة اجتماعية ولكن لم يقنعني ذلك فالمرأة تتعرض للأذية وتنجرح مشاعرها وربما يتم ظلمها وظلم أطفالها حين ينحاز الزوج للزوجة الثانية...هذا على سبيل المثال لا الحصر»

سؤال جيد والجواب منه جميل ويحتاج للتعمق والفهم

انظروا أحبتي في الله نعم هناك أحكام شرعية قد تبدو في ظاهرها ظالمة...ولكننا نتعامل مع رب حكيم لذا استمعوا لما سأقوله ولنأخذ التعدد على سبيل المثال

نعم التعدد فيه أذية ومُخاطرة والرجل ربما قد لا يعدل ولكن لنضع في بالنا وحسباننا أن هذه الحياة ابتلاء بكل تفاصيلها...أي أنه ليس من المعقول أن أنال الجنة وأعيش برخاء ونعيم للأبد وأنا فقط أتصدق وأصلي وأصوم وهكذا...بل الحياة أعمق بكثير لدرجة سترعبك أي أنه حتى هذا الموضوع البسيط الذي يتم التساؤل عنه يعتبر فارقا كبيرا عند رب العالمين

وكما ذكرت فالحياة ابتلاءات والابتلاء الكامن هنا أولا أن الله تعالى حين اختار كلمة "إسلام" لتمثيل ديانتنا قصد بها التسليم التام لله تعالى وطاعته في كل أوامره ونواهيه...فهذا الموضوع اختبار للرجل من ناحية فقد أعطاه الكرت الأخضر ليتزوج وأخبره أنه صعب عليه أن يعدل وسيحاسب حسابا عسيرا لو لم يعدل...وأعطاه حقوق الزوجة في قائمة وترك كل شيء بيده وهو حر في التصرف الآن فإن عدل واستسلم لأوامر رب العالمين فسيكافأ أما لو لم يعدل فعقابه سيكون عسير...وهذا اختبار له

نفس الشي بالنسبة للمرأة فهو اختبار لها هل ستستسلم لأوامر رب العالمين وتصبر أم تفضل مصلحتها الشخصية واستحواذها على الرجل

وطبعا كما نعلم فالدنيا فانية والشي الذي يستحق الحزن عليه ليس زوجا أو حياة فانية بل الآخرة...فالحزن في الدنيا مؤقت وفانٍ لكن عوض رب العالمين لا حدود له

هذا لا يعني أنني مع التعدد ولكن لو قدر رب العالمين وأن وقعت بالموضوع فأستسلم لمشيئة الله وأصبر...لا يعني ذلك أن لا أحزن لكن سأحاول أن أرضى وأصبر على هذا الابتلاء فخلفه أجر كبير

ثاني شي وهو أن رب العالمين شرع في دين الإسلام الكثير من الأمور التي فيها مضرة ولكن لها منافع كثيرة...ونعم التعدد واحد من هذه الأمور فلا ننظر لضررها البسيط بل لخيرها الكثير فالدواء مثلا سيء الطعم ولكن في طياته الشفاء والتعافي وهكذا التعدد قد يكون في ظاهره أذية ولكن في باطنه خير كثير وأجر يرافق الصبر على البلاء

ثالثا لا علاقة للتعدد بالظلم فهناك من لديه زوجة واحدة ويظلمها ويُحقر منها ولا يشتري لها حتى متطلبات حياتها البسيطة فالعدل شيء مغروس في مبادئ الزوج نفسه وليس في عدد من يتزوجهن

والموضوع نفسه على بعض الأحكام الشرعية فلا نأخذها من مبدأ أن الدين فيه خطأ بل من مبدأ أن الله يختبر التزامنا وخضوعنا لأوامره جل وعلا

بثينة علي